61

عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث

عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث

پژوهشگر

سلمان القضاة

ناشر

دار الجيل

سال انتشار

۱۴۱۴ ه.ق

محل انتشار

بيروت

٥٥ - حديث: "إن النبيَّ ﷺ وأَبا بكرٍ وعمرَ كانوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاةَ بالحمدُ لله ربّ العالمين". قال الزركشي والكرماني: (الحمدُ) بضم الدال على سبيل الحكاية. ٥٦ - حديث: "لقد رأيتُ الآنَ مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكمُ الَجنَّةَ والنّار". قال الكرماني: فإن قلت (الآن) للحال، و(رأيتُ) للماضي، فكيف يجتمعان؟ قلت: دخول (قد) عليه قرّبه إلى الحال. فإن قلت: فما قولك في (صَلَّيتُ) فإنه للمضيّ البتة؟ قلت: قال ابن الحاجب: كل مخبر أو منشئ فقصده الحاضر، فمثل (صليت) يكون للماضي الملاصق للحاضر. أو أريد بالآن ما يقال عرفًا إنه الزمان الحاضر، لا اللحظة الحاضرة الغير المنقسمة المسماة بالحال. فإن قلت: (منذ) حرف أو اسم؟ قلت: جاز الأمران. فإن كان اسمًا فهو مبتدأ وما بعده خبر، والزمان مقدّر قبل (صليت). وقال الزجاجبعكس ذلك. قوله: "فَلَمْ أَرَ كالْيَومِ في الخير والشرّ". قال الطيبي: الكاف في موضع الحال. وذو الحال المفعول به، وهو الجنة والنار. والمعنى: لم أر الجنة والنار في الخير والشر يومًا من الأيام مثل ما رأيت اليوم. أي رأيتها رؤية جليّة ظاهرة مثبتًا في مثل هذا الجدار، ظاهرًا خيرها وشرّها. ونحوه قولِ الشاعر: حتى إذا الكلاّبُ قالَ لها ... كاليومِ مَطْلوبًا ولا طَلَبا

1 / 126