فهزمهم العسكر المنصوري وقتل منهم كثيرًا وأخرب غابين والصبح وكان ذلك في شهر ربيع الآخر سنة ٦٤٧.
وفي سنة ٦٤٧ وصل الأميران موسى وداود ابنا عبد الله بن حمزة إلى ظهر في خيل ورجل. وكان في صنعاء أستاذ دار الأمير أسد الدين وهو عز الدين المهندس رتبة. فحارب الشريفين وطردهما من ظهر. وعاد الأمير أسد الدين إلى صنعاء من زمار بعد نزول السلطان نور الدين إلى اليمن فلزم أهل البلاد وعسكر الإمام نقيل الغائرة ومنعوه من الطلوع إلى الكميم في لقاء الخزائن فاجتمعت شخيان البلاد كافة وعسكر الإمام وهموا بأخذ الخزائن وكانوا نحوًا من أربعة آلاف راجل ومائة وخمسين فارسًا فقاتلهم وهزمهم جميعًا. ثم خالفت عليه البلاد وأترق عسكره من غزو العرب وهربوا إلى الإمام ولم يبق إلا مماليكه. فما اكترث بشيء من ذلك ولا خطر له على بال. وكانت الحرب بينه وين الشرفاء سجالًا على قلة عسكره وإقبال الناس على الإمام. ثم كانت وقعة قارن بين الإمام أحمد بن الحسين وبين بني حمزة. فقتل من بني حمزة طائفة واسر طائفة وكان يومًا مشهورًا. وهو يوم الأربعاء ١٤ من شهر شوال من السنة المذكورة.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الصلح عبد الله المازني وكان فقيهًا مشهورًا صالحًا ورعًا نفقه بعمر بن سعيد العقبي وكان صالحًا تقيًا ولما توفي في التاريخ المذكور ودفن وقف شيخه على قبره ساعة وهو مصغ إلى القبر ثم قال بشرني والله يا تاج بشرني يا تاج فسأله بعض أصحابه عن موجب ذلك فقال لم أر من سبق الملكين قبل أن سألاه غير هذا. وكان الفقيه يلقبه بالتاج وكانت وفاته في رجب من السنة المذكورة. وفيها توفي الشيخ أبو موسى عمران الصوفي وكان من أعيان مشايخ الصوفية صحب الشيخ عليا الحداد بحق صحبته للشيخ عبد القادر الجيلاني. كان لزومًا للسنة نفورًا عن البدعة متعلقًا بأذيال العلم وله كرامات كثيرة. ويروي أنه اشتغل يوم جمعة بصلاة
1 / 80