172

العقود الدرية

العقود الدرية

پژوهشگر

محمد حامد الفقي

ناشر

دار الكاتب العربي

شماره نسخه

الأولى

محل انتشار

بيروت

وأذلهم الله تَعَالَى فَلم يقدموا على الْمُسلمين قطّ وَصَارَ من الْمُسلمين من يُرِيد الْإِقْدَام عَلَيْهِم فَلم يُوَافقهُ غَيره فجرت مناوشات صغَار كَمَا قد كَانَ يجْرِي فِي غَزْوَة الخَنْدَق حَيْثُ قتل عَليّ بن أبي طَالب ﵁ فِيهَا عَمْرو بن عبد ود العامري لما اقتحم الخَنْدَق هُوَ وَنَفر قَلِيل من الْمُشْركين كَذَلِك صَار يتَقرَّب بعض الْعَدو فيكسرهم الْمُسلمُونَ مَعَ كَون الْعَدو المتقرب أَضْعَاف من قد سرى إِلَيْهِ من الْمُسلمين وَمَا من مرّة إِلَّا وَقد كَانَ الْمُسلمُونَ مستظهرين عَلَيْهِم وسَاق الْمُسلمُونَ خَلفهم فِي آخر النوبات فَلم يدركوهم إِلَّا عِنْد عبور الْفُرَات وَبَعْضهمْ فِي جَزِيرَة فِيهَا فَرَأَوْا أَوَائِل الْمُسلمين فَهَرَبُوا مِنْهُم وخالطوهم وَأصَاب الْمُسلمُونَ بَعضهم وَقيل إِنَّه غرق بَعضهم وَكَانَ عبورهم وخلو الشأم مِنْهُم فِي أَوَائِل رَجَب بعد أَن جرى مَا بَين عبور قازان أَولا وَهَذَا العبور رجفات ووقعات صغَار وعزمنا على الذّهاب إِلَى حماة غير مرّة لأجل الْغُزَاة لما بلغنَا أَن الْمُسلمين يُرِيدُونَ غَزْو الَّذين بقوا وَثَبت بإزائهم الْمُقدم الَّذِي بحماة وَمن مَعَهم من الْعَسْكَر وَمن أَتَاهُ من دمشق وعزموا على لقائهم ونالوا أجرا عَظِيما وَقد قيل إِنَّهُم كَانُوا عدَّة لحمانات إِمَّا ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة وَكَانَ من الْمُقدر أَنه إِذا عزم الْأَمر وَصدق الْمُؤْمِنُونَ الله يلقى فِي

1 / 188