عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
ژانرها
وأول ملاحظة لنا:
أن المؤلف لم يقسم مسرحيته إلى فصول - كما هو معروف في أسلوب كتابته المسرحية حاليا - بل قسمها إلى عدة مقامات! على اعتبار أن مفهوم ومعنى المقامة هو: «الخطبة أو العظة أو الرواية التي تلقى في مجتمع من الناس»، وهو أحد مفاهيم ومعاني المقامة، كما جاءت في المعاجم اللغوية. وهذا الأسلوب يعتبر فريدا، حيث إننا لم نجد مؤلفا مسرحيا أطلق على مسرحيته اسم المقامة! بل المعروف في هذا الوقت أن المسرحية كان يطلق عليها «لعبة، أو تشخيصة، أو رواية تشخيصية».
والملاحظة الثانية:
أن المؤلف لم يقسم مقاماته إلى مشاهد، كما هو معروف حاليا! بل قسم كل مقامة إلى عدة فصول، أي إن الفصل داخل المقامة عنده بمثابة المشهد داخل الفصل في الكتابة المسرحية الحديثة. وهذا الأسلوب فريد أيضا، حيث كان المعروف في ذلك الوقت أن الفصول تقسم إلى أجزاء، باعتبار الجزء هو بمثابة المشهد. وهذا ما قام به مارون النقاش في كتاباته المسرحية، المنشورة في كتابه «أرزة لبنان» عام 1869.
والملاحظة الثالثة:
أن المؤلف كان يضع عناوين لمقاماته - أي لفصول مسرحيته - وعناوين أخرى لفصوله - أي لمشاهد فصوله - فعلى سبيل المثال نجده يضع عنوانا لمقامته الثانية - أي للفصل الثاني من المسرحية - يقول فيه: «في حزن يعقوب على يوسف عليهما السلام، وما جرى له مع أبنائه بالتفصيل في هذا المقام، وفيه فصلان»، ثم يضع عنوانا للفصل الأول - أي للمشهد الأول من الفصل الثاني - يقول فيه: «فيما جرى بين يعقوب وبين الرسول»، ثم يضع عنوانا للفصل الثاني - أي للمشهد الثاني من الفصل الثاني - يقول فيه: «فيما جرى بين يعقوب وبين أبنائه حين دخلوا عليه وهو يخاطب الرسول».
والملاحظة الرابعة:
أن المؤلف كان تارة يكتب بعض الإرشادات المسرحية بصورة صحيحة، واضعا إياها بين أقواس، وتارة أخرى يكتبها ضمن سياق الحوار بدون أقواس، مما أحدث بعض الخلل في سياق الحوار الدرامي. وكمثال للأسلوب الأول نجد أحد إخوة يوسف يقول في ص36: من وجد في رحله فهو جزاء كما إنا نكون عبيدا لمولاك يحق علينا ولاؤه، ويخفق على رءوسنا علم عدله ولواؤه ... ثم فتش رحالهم فاستخرج السقاية من رحل بنيامين فقال: الآن حصحص الحق وزهق الباطل ... إلخ.
وكمثال للأسلوب الثاني، ما جاء في ص14: ثم رأى بعضهم يوسف قادما، فانتدب يقول - غير ناظر لما تضمنه قوله بعين المعقول: قد قدم إليكم أيها الإخوة الأنجاب صاحب الأحلام يختال في حلة الإعجاب فاقتلوه أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم ... إلخ. وكان من المفترض وضع العبارة الآتية بين قوسين: «ثم رأى بعضهم يوسف قادما، فانتدب يقول غير ناظر لما تضمنه قوله بعين المعقول»، على أنها تقع ضمن الإرشادات المسرحية.
والملاحظة الخامسة:
صفحه نامشخص