عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
ژانرها
مدرسة حارة السقائين
حارة السقائين المتفرعة من شارع الشيخ ريحان بمنطقة عابدين بالقاهرة، إحدى أشهر الحارات المصرية، كحارة النصارى وحارة اليهود، والتي ما زالت موجودة حتى الآن، مع احتفاظها بالاسم نفسه دون أي تغيير أو تبديل! فقد ذكرها السخاوي في كتابه «الضوء اللامع»، وذكرها الجبرتي في كتابه «عجائب الآثار» باسم حارة السقائين. أما ابن الجوزي فقد ذكرها باسم «درب السقائين» في كتابه «المنتظم» عند الحديث عن أحداث عام 426 هجرية، وقال: إنها قريبة من سوق السلاح!
16
وكان يقطن هذه الحارة قديما عمال امتهنوا مهنة بيع الماء (السقا)، ولعل موقعها قديما أيام فيضان النيل كان مناسبا لهذه المهنة، حيث يتجمع ماء الفيضان ويثبت قرب الحارة على هيئة بركة، وبالتالي يترسب ويتخلص من شوائبه بصورة طبيعية، مما يسهل على السقائين تعبئة قربهم الجلدية، وبالتالي توزيع الماء على بيوت الأهالي. وفي ذلك يقول المقريزي في كتابه «المواعظ والاعتبار»: «وكان جهة القاهرة القبلية من ظاهرها ليس فيها سوى بركة الفيل وبركة قارون، هي فضاء يرى من خرج من باب زويلة عن يمينه الخليج وموردة السقائين، وكانت تجاه باب الفتوح.»
17
ومن الجدير بالذكر أن المثل الشعبي «يبيع الماء في حارة السقائين»، كان من الأسباب المهمة لشهرة هذه الحارة، وبقاء اسمها حتى الآن.
ومن الجائز أن أغلب من امتهنوا مهنة السقاء كانوا من الأقباط؛ لأن هذه الحارة في منتصف القرن التاسع عشر كانت تجمعا لطائفة الأقباط. وعندما قام أبو الإصلاح كيرلس الرابع بإنشاء مدرسة الأقباط الكبرى بالأزبكية، لاحظ أن مجموعة كبيرة من طلابها يأتون من مناطق بعيدة، خصوصا أقباط حارة السقائين، فأشفق عليهم، فأنشأ مدرسة وكنيسة هناك، ولم يكن بها من قبل كنيسة، وأناط المرحوم حنا أفندي القسيس بملاحظتها وتقديم ما يلزم لها من المعدات والأدوات، وكان حنا أفندي هذا من أفاضل القوم الغيورين، ولم يكتف جناب البطريرك بذلك، بل كان يزورها ويفحص حالتها مرة في كل أسبوعين على الأقل، فضلا عن تكليفه معلمها الأول بتعريفه عن حالتها وكيفية سيرها أول بأول.
18
وقد تم افتتاح كنيسة الأقباط بحارة السقائين أولا، ثم تم إنشاء مدرسة الأقباط الصغرى بعد ذلك بقليل، وتحديدا في عام 1857، لتكون نموذجا مصغرا من مدرسة الأقباط الكبرى بالأزبكية، مطابقة لها في نظم التدريس. وكان بعض المدرسين يتناوبون التدريس في المدرستين، كما لاحظنا في مقالة وصف الامتحان السابقة. وفي عام 1875 كان عدد التلاميذ بمدرسة حارة السقائين 74 تلميذا، الأكثرية من الأقباط، والأقلية من المسلمين.
19
صفحه نامشخص