معلوم - فانه يأنف عن تعاطى دنايا الامور وارتكاب الرذائل حيطة على سمعته من التشويه وحذرا على ذكره من شية العار، وتنزيها لسلفه من سوء الاحدوثة وربما حاذر لائمة الغير له بعدم ملائمة ما يقترفه شرف الاصل ومنعة النسب أو تنديد حامته له بألصاقه النقص والعيب بهم باجتراحه السيئات وربما كاشفوه على منعه عن المخازى وهذا الإمام السبط الحسين(ع) يوبخ زبانية الالحاد بقوله: (يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم أعرابا) فقد أنكر الإمام عليه السلام عليهم أن يكون ما ارتكبوه من خطتهم الخشناء وركبوه من الطريق الوعر وأبدوه من النفسيات القاسية من شناشن ذوى الاحساب، أو مشابها لما يؤثر من صفات العرب من النخوة والشهامة وحماية الجار والدفاع عن النزيل والاحتفاء بالشرفاء والاحتفال بأمرهم ورعاية الحرمات وحفظ العهود وخفر الذمم، وأمرهم بالرجوع إلى أحسابهم والسير على ما يلائم خطر أنسابهم ولكن هل وجد داعية الشرف لقيله مجيبا أو لهتافه واعيا ؟ لا، لانه لم يكن بين القوم شريف قط فمن خليفة للعواهر، ومن أمير للمومسات، ومن قائد للبغايا وتحت الرايات كل ابن خنا وحلف الشهوات ألقح الفجور منابتهم بمائه الآسن وحملت البغيات ومنهم كل ابن جماعة، ولولا ذلك لما حبذوا قطيعة رحم رسول الله صلى الله عليه وآله، تلك القطيعة الممقوتة التى لم يسبق بمثليها أشقى الاولين ولا لحقهم إلى شرواها أشقى الآخرين، فاحتقبوها خزيا سرمدا وجنوا ثمرة غراسهم عذابا أبدا.
وجاء في فقه الشريعة أن دية قتل الخطأ مع شروطه العشرة على العاقلة وهم الاب والمتقرب به من الرجال والاولاد فيكون الرجل رهن الانفعال منهم لمنتهم عليه بدفع الدية فلا يعود إلى مثله، أو أنهم إذا فعلوا ذلك يكونون رقباء عليه حتى يردعوه عن مثله ولا يدعوه يتورط في ما يحدوه إلى لدته، وهذه إحدى
--- [ 8 ]
صفحه ۷