على نبينا وعليه الصلوة والسلام أربعين رجلا، وفى الرواية الاولى تسعة رجال وربما روى ستة رجال إلى أكثر من ذلك، فربما وصل إلى خمسة عشر والى عشرين، ويشبه أن تكون الروايات التى دلت على ما قل عن الاربعين مختصرة أو مصنوعة، فان بين رسول الله صلى عليه وآله وسلم وبين عدنان عشرين ابا وبضعا، فروايات المقلين تقتضي أن يكون بين رسول الله صلى عليه وآله وسلم وبين إبراهيم(ع) أقل من أربعين ابا، وبعضها يوجب أقل من ثلاثين، وبين وفاة إسماعيل عليه السلام ومولد رسول الله صلى عليه وآله وسلم ألفان وستمائة وبضع عشرة سنة، وتناسق هذه الولادات في مقدار هذه المدة مستنكر فان أحالوا على طول الاعمار اعتبرنا من ضبط نسبه من بنى اسرائيل وهم رؤوس رجالاتهم الذين تنتهى أنسابهم إلى سليمان بن داود عليهما السلام، فان تلك الانساب محفوظة مدونة رواية وكتابة متواترا، فقد وجدنا بين من لحق عصر رسول الله صلى الله عليه وآله منهم وبين إبراهيم عليه السلام بضعا وستين أبا، وهذا الاعتبار يوجب أن يكون بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين إبراهيم(ع) هذا القدر أو ما يقاربه لان الطرافة والعقود - وإن كانا يتفقان بقدر العادة - فيهما مضبوطة، وانما يقع مثل ذلك ايضا في الواحد من القبيلة وفى القبيلة من الامة كما وقع لعبد الصمد بن عبد الله بن عباس، فانه أدرك أولاد الرشيد وهو هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ومتى روى في نسب عدنان روايات يوجب بعضها إتفاق ولادات بنى إسماعيل وإسحاق وأوجبت الاخرى بعد التفاوت الخارج عن العادة، فالموافق لا محالة أولى بالتقديم ولعل الاختلاف الواقع في الاسماء الواقعة في الروايتين اللتين توجبان أن بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإبراهيم عليه السلام وبين عدنان أربعين ابا لاختلاف اللغتين، ويقوى هذا ايضا اعتبارات أخر تركناها للاختصار
--- [ 30 ]
صفحه ۲۹