258

عمده الطالب در انساب آل ابی طالب

عمدة الطالب- ابن عنبة

مناطق
عراق
امپراتوری‌ها
قره قویونلو

منخرق الخفين يشكو الوجى

تبكيه أطراف القنا والحداد

شرده الخوف فأزرى به

كذاك من يكره حر الجلاد

قد كان في الموت له راحة

والموت حتم في رقاب العباد (1)

فبكى بكاء شديدا ووقع تحت كل بيت: أنت آمن. فقيل له: أتعرف من كتب هذه الأبيات يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، ومن يكتبها غير عيسى بن زيد ووددت انه ظهر إلي فأعطيه جميع ما يروم. وكان حاضر وزير عيسى بن زيد والمطلوب به وأعظم أصحابه فلما توفي عيسى بن زيد أوصى إليه بابنيه أحمد وزيد وهما طفلان فأخبرهما حاضر وجاء بهما الى باب الهادي موسى بن محمد بن المنصور فقال للحاجب: استأذن لي على أمير المؤمنين.

قال: ومن أنت؟ قال: حاضر صاحب عيسى بن زيد. فتعجب الحاجب من ذلك وظن أنه يكذب، فقال له: ويحك قد والله عرضت نفسك للهلاك وإن لم تكن حاضرا، إن كنت صاحب حاجة تريد قضاءها بالدخول الى أمير المؤمنين فبئست الوسيلة أن تدعي أنك حاضر صاحب عيسى بن زيد فانه والله يقتلك. فقال له حاضر: دع فاني والله حاضر صاحب عيسى بن زيد. فقال الحاجب: هذا والله العجب يجيىء حاضر الى باب الهادي برجليه ويستأذن عليه. فلما رأى إصراره أمر بمحافظته لئلا يهرب ودخل الى الهادي متعجبا فقال له الهادي:

ما وراك؟ قال: إن بالباب رجلا يزعم أنه حاضر يستأذن في الدخول عليك. فتعجب الهادي من ذلك وأمر بإدخاله فدخل وسلم فقال له الهادي: أنت حاضر؟ فقال: نعم. قال: ما جاء بك؟ قال أحسن الله عزاك في ابن عمك عيسى بن زيد. فنهض الهادي من دسته الى الأرض وسجد طويلا ثم رجع إلى مكانه فقال حاضر: يا أمير المؤمنين إنه ترك طفلين ولم يترك عندهما شيئا وأوصاني أن أسلمهما إليك. فأمر الهادي باحضارهما فادخلا عليه فوضعهما على فخذه وبكى بكاء شديدا وعفا عن حاضر وقال له: إنما كنت أحذرك لمكان عيسى فأما الآن فقد عفوت عنك. وأمر له بجائزة فلم يقبلها وكان عيسى بن زيد مع شجاعته وزهده

صفحه ۲۶۵