عمده الطالب در انساب آل ابی طالب
عمدة الطالب- ابن عنبة
ژانرها
مقدمة [المحقق]
النسب أساس الشرف، وجذم الفضيلة؛ ومناط الفخر؛ ومرتكز لواء العظمة ومنبثق روائها، وبه يعرف الصميم من اللصيق، والمفتعل من العريق فيذاد عن حوزة الخطر من ليس له بكفؤ، ويزوي عن حومته من أقصته الرذائل. جاءت الحنيفية البيضاء باكرام الشريف، وتحري المنابت الكريمة في الزواج وأداء حق الرسالة بالمودة في القربى، الى غيرها من الأحكام، وكلها منوطة بمعرفة الأنساب.
النسب مجلبة للعز، ومدعاة للقوة، فمتى عرفت أفراد من البشر أو قبائل منهم أنه تلفهم جامعة النسب فان قلب كل منهم يحن للآخر؛ ونفسه تنزع للاحتكاك به والتزلف اليه؛ وإدنائه منه والاخذ بناصره، والقيام بصالحه ودفع الضيم عنه وسد إعوازه؛ ولا تدور هذه الهاجسة في خلد أي منهم إلا ويجد مثلها من صاحبه، قضية الجبلة البشرية، وقد أكد ذلك دين الإسلام فأمر بصلة الأرحام ووعد لها المثوبات الجزيلة، وتوعد على قطعها لئلا تتخاذل الأيدي وتتدابر النفوس فيفشل الإنسان في حاجياته ورقيه، ويفشل في مؤنه واقتصاده ويفشل في علمه وأدبه، ويفشل في دنياه وآخرته، وهل تعرف الأرحام الموصولة إلا بمعرفة القبائل والأفخاذ والفصائل التي هي موضوع علم النسب؟ وقد أمر سبحانه نبيه الأعظم (صلى الله عليه وآله) في بدء بعثته أن ينذر عشيرته الأقربين ليكونوا ردءا له على دعوته وحصنا عن عادية العتاة من قومه؛ ومن ذلك قول المردة من قوم شعيب (عليه السلام) يوم عتوا عن أمره: ولو لا رهطك لرجمناك - كما حكاه عنهم القرآن الكريم- ففي متشج الأواصر مناخ العزة ومرتبض الشوكة ومأوى الهيبة.
قال الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في وصيته لابنه الإمام الحسن (عليه السلام): «أكرم عشيرتك فانهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي اليه تصير؛ ويدك التي بها تصول؛ ولا
صفحه ۷