وقال أيضًا: لم ير الحافظ عبد الغني مثل نفسه.
٦ - قال الإمام ربيعة بن الحسن اليمني: قد حضرت الحافظ أبا موسى وهذا الحافظ عبد الغني، فرأيت عبد الغني أحفظ منه.
وأنشد فيه
يا أصدق الناس في بدو وفي حضر ... وأحفظ الناس فيما قالت الرسل
إن يحسدوك فلا تعبأ بقائلهم هم ... الغثاء وأنت السيل البطل
٧ - قال الحافظ عبد الغني: كنت عند ابن الجوزي يومًا، فقال: "وريرة ابن محمد الغساني"، فقلت: إنما هو: "وزيرة"، فقال: أنتم أعرف بأهل بلدكم.
٨ - قال له الحافظ عبد القادر الرهاويّ: سمعتَ وسمعنا، وحفظتَ ونسينا.
٩ - قال أبو عبد الله محمد بن أميرك الجويني: ما سمعت السِّلفي يقول لأحد: الحافظ. إلا لعبد الغني المقدسي.
١٠ - ومما يدل علي نباهته وقوة حفظه منذ الصغر أنه كان يحضر مجالس الحديث بدمشق، وكان يحضرها أيضًا الملك نور الدين بن زنكي، وكان إذا أشكل شيء علي القارئ، قاله الحافظ، ثم رحل إلي السِّلَفي، وكان الملك يأتي بعد ذلك ففقده، فقال: أين ذاك الشاب؟ فقالوا: سافر.
١١ - وبالجملة فالأمر كما قال الضياء: كل من رأينا في زماننا من المحدثين ممن رأى الحافظ عبد الغني، وجرى ذكر حفظه ومذاكرته، قال: ما رأينا مثله، أو نحو هذا.
المقدمة / 34