عمدة الأحکام از کلام بهترین مردمان

عبد الغنی مقدسی d. 600 AH
180

عمدة الأحکام از کلام بهترین مردمان

عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم

پژوهشگر

الدكتور سمير بن أمين الزهيري

ناشر

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

فقه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ذلك، وكما هو معلوم أن السنة تكون بالقول، كما تكون بالفعل، أو بالإقرار. وأما الثاني: فهو اتفاف الجميع أن الصحابة رضوان الله عليهم أفهم وأعلم بمراد رسول الله ﷺ، من غيرهم ممن أتى بعدهم، فكيف بمن كان في زماننا هذا؟! أيكون فهمه هو الصواب أم فهمهم رضوان الله عليهم؟! هذا سؤال نترك جوابه للمخالف. هذا وقد ترجم البخاري للباب بقوله: "باب إلزاق المنكب بالمنكب، والقدم بالقدم في الصف". ثم رأيت شيخنا محدث العصر الألباني ﵀ قد رد على هذا المخالف فقال في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (٦/ ٧٧): "وقد أنكر بعض الكاتبين في العصر الحاضر هذا الإلزاق، وزعم أنه هيئة زائدة على الوارد، فيها إيغال في تطبيق السنة! وزعم أن المراد بالإلزاق الحث على سد الخلل لا حقيقة الإلزاق، وهذا تعطيل للأحكام العملية، يشبه تمامًا تعطيل الصفات الإلهية، بل هذا أسوأ منه؛ لأن الراوي يتحدث عن أمر مشهود رآه بعينه وهو. ومع ذلك قال: ليس المراد حقيقة الإلزاق! فالله المستعان" أهـ. تنبيه: من أجل ذلك كانت دعوتنا لا تعتمد على الكتاب والسنة فقط، كما يلهج غيرنا بذلك باختلاف اتجاهاتهم ومناهجهم، وإنما الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح. ولا يظن ظان أنه ليس على هذا القيد: "فهم السلف الصالح" دليل، بل عليه أدلة من كتاب الله ﷿ ومن سنة النبي ﷺ. عودٌ على بدء: فالواجب إذن تسوية الصفوف على الصفة التي أمر بها النبي ﷺ، وعلمها أصحابَه، وعملوا بها، ونقلوها إلينا. ولا تكون هذه الصفة إلا بإلزاق القدم بالقدم، كما تكون بإلصاق المنكب بالمنكب، وبهذه الصفة، نعلم الفرق بين صفوف المسلمين اليوم في الصلاة، وبين الصفوف التي قال عنها النعمان بن بشير: كان النبي ﷺ يسوِّي صفوفنا، حتى كأنما يسوِّي بها القِداح. رواه مسلم (٤٣٦) (١٢٨). فوائد تسوية الصفوف: ولتسوية الصفوف فوائد عظيمة وكثيرة، منها: ١ - منع دخول الشياطين بين المصلين. وفي ذلك أحاديث، منها: أ- عن أبي أمامة قال: قال رسول الله ﷺ: " ... سوّوا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا =

1 / 89