344

============================================================

على مثاله، وينسجوا على منواله، وتقطعت أعناق جهابذة (1) العلماء، ونحارير(2) الحكماء عن الوصول إلى ما أحاط به من عجائب المعاني، وغرائب المباني: فقدروي عن الإمام علي كرم الله وجهه: لوشئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير الفاتحة.

وقال أيضا - رضي الله عنه -: جميع العلم في القرآن، ولكن تعامى عنه أفهام الرجال.

قال بعض العارفين: ويظهر ما قاله من خمسة كنوز: - أحدها: إذاقال: { الحمد لله رب العالمين} يحتاج في بيان هذا القول إلى بيان العالم وكيفياته على جميع أنواعه، وسائر أعداده، فقد قيل: إن لله تعالى سبعة عشر عالما؛ السموات السبع والأرضون السبع وما فيهما عالم واحد منها، وإن في الأرض ألف أمة، أربعمائة في البر، وستمائة في البحر.

تانيها: إذا قال: { الرحمن الرحيم} ، يحتاج في بيان هذا القول إلى بيان هذين الاسمين الجليلين، وما يليق بهما من الجلالة والتعظيم، وما يتعلقان به، وبيان اختصاصهما بهذا الموضع دون غيرهما من بقية أسمائه تعالى.

(1) جمع جهبذ والجهبذ: بالكسر، النقاد الخبير، معرب كهبد أي: حافظ الخزينة، وذكر أدي شير: أنه معرب: "كهبد وهو تخفيف كوه بود أي: المقيم في الجبل. انظر: قصد السبيل للمحبي 4120/1 (2) قال في القاموس: النحرير: الحاذق الماهر. مادة نحر .

413

صفحه ۳۴۴