قلت: كلا، بل الأنام غريب ... أنا في عالمي، وهذي سبيلي) (¬3) وكبير الهمة -كما يقول الامام المحقق ابن القيم -رحمه الله تعالي-:
(لا يكترث بمخالفه الناكبين عنه له، فإنهم هم الأقلون قدرا، وإن كانوا الأكثرين عددا، كما قال بعض السلف: "عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين" وكلما استوحشت في تفردك؛ فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم، وغض الطرف عمن سواهم، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وإذا صاحوا بك في طريق سيرك، فلا تلتفت إليهم، فإنك متى التفت إليهم أخذوك، وعاقوك) (¬1) اه.
والملتفت لنعيق الباطل كالظبي، و"الظبي أشد سعيا من الكلب، ولكنه إذا أحس به؛ التفت إليه، فيضعف سعيه، فيدركه الكلب، فيأخذه" (¬2).
وقال الأستاذ سيد قطب -رحمه الله- في هذا المعنى:
أخي فامض لا تلتفت للوراء ... طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت ها هنا أو هناك ... ولا تتطلع لغير السماء
...
صفحه ۴۴