وقال سليمان الداراني: "لو شك الناس كلهم في الحق، ما شككت فيه وحدي".
وقال بعض الصالحين: "انفرادك في طريق طلبك، دليل على صدق الطلب".
فعالي الهمة ترقى في مدارج الكمال بحيث صار لا يأبه بقلة السالكين، ووحشة الطريق لأنه يحصل مع كل مرتبة يرتقي إليها من الأنس بالله ما يزيل هذه الوحشة (¬1)، وإلا انقطع به السبيل.
[إن أول ثمرات العزة الإيمانية التي يحسها المؤمن: إدراكه ما في الإسلام من قوة الحقيقة التي يكفي لكي تعلن عن نفسها أن تتمثل في فرد واحد، وما في الآراء الجاهلية المخالفة من زيف الباطل، واحتياجها إلى سواد كثير، وعدد كبير من الأفراد، يأسر منظرهم كل ساذج، فيغتر، وينطلي زيف الباطل عديه، دون أن يدرك ما هم فيه من الضلال.
صفحه ۴۲