236

قلت لنفسي: إذن هناك خلاف بارز بين هذه الكتب الأربعة حول ذات المسيح عيسى عليه السلام أهو إنسان أم ابن الله أم ملك أم هو الله؟ لقد أشكل علي ذلك، ولم أعثر له على جواب، وهنا أحب أن أسأل إخواني النصارى: "هل يوجد في القرآن الكريم تناقض بين آية وأخرى؟ " بالطبع لا - لماذا؟ لأن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى، أما هذه الأناجيل فهي من تأليف البشر، إنكم تعرفون ولا شك أن عيسى عليه السلام كان طيلة حياته يقوم بأعمال الدعوة إلى الله هنا وهناك، ولنا أن نتساءل: - ترى ما هو المبدأ الأساسي الذي كان يدعو إليه عيسى عليه السلام؟

هذا إنجيل مارك، يقول: فجاء واحد من الكتبة، وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه (أي المسيح) أجابهم حسنا، سأله: أية وصية هي الأولى؟ فأجابه يسوع قائلا: "إن أولى الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل! الرب إلهنا رب واحد" (12: 28 - 29)، هذا اعتراف صريح من عيسى عليه السلام، إذن لو كان عيسى قد اعترف أن الله هو الإله الواحد الأحد فمن هو عيسى إذن؟ لو كان عيسى هو الله أيضا، فلن تكون هناك وحدانية لله، أليس كذلك؟

صفحه ۲۴۲