عدة الصابرین وذخیرة الشاکرین

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
125

عدة الصابرین وذخیرة الشاکرین

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

پژوهشگر

إسماعيل بن غازي مرحبا

ناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

شماره نسخه

الرابعة

سال انتشار

۱۴۴۰ ه.ق

محل انتشار

الرياض وبيروت

ژانرها

عرفان
وفي هذا قيل: والصبرُ يَجْمُلُ في المواطن كلها ... إلا عليك فإنه لا يَجْمُلُ (^١) ووقف رجل على الشِّبلي (^٢) فقال: أي الصبر أشد على الصابرين؟. فقال: الصبر في اللَّه؟ فقال: لا. فقال: الصبر للَّه؟. قال: لا. قال: فالصبر مع اللَّه؟. قال: لا. قال: فأيشٍ هو؟ قال: الصبر عن اللَّه. فصرخ الشِّبلي صرخة كادت روحه تزهق (^٣). وقيل: الصبر مع اللَّه وفاء، والصبر عن اللَّه جفاء (^٤). وقد أجمع الناس على أن الصبر عن المحبوب غير محمود،

(^١) انظر قول يحيى بن معاذ مع بيت الشعر في: "طبقات الأولياء" ص ٣٢٦، و"الرسالة القشيرية" ص ٢٥٦. وفيهما جعل البيت من إنشاد يحيى بن معاذ. وفيها "يُحْمَد". وذكر البيت الغزالي في "إحياء علوم الدين" (٤/ ٦٩) دون نسبة. وهذا البيت مأخوذ من بيت لمحمد بن عبيد اللَّه العتبي، في رثاء ابن له مات: والصبرُ يُحمد في المواطن كلها ... إلا عليك فإنه مذموم انظر: "التهاني والتعازي" للكرخي ص ١٤٩، و"التذكرة الحمدونية" (٤/ ٢٦٣)، و"الوافي بالوفيات" (٤/ ٦). (^٢) هو أبو بكر دلف بن جحدر -وقيل: ابن جعفر- الشبلي الخراساني الأصل، والبغدادي المولد والمنشأ، مالكي المذهب، صحب الجنيد وطبقته، وكان يبالغ في تعظيم الشرع المكرم، توفي ﵀ سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. انظر ترجمته في: "طبقات الأولياء" ص ٢٠٤ - ٢٠٥، و"حلية الأولياء" (١٠/ ٣٦٦ - ٣٧٥). (^٣) انظر "اللمع" للطوسي ص ٥٤، و"الرسالة القشيرية" ص ٢٥٦، و"إحياء علوم الدين" (٤/ ٦٩)، و"عوارف المعارف" للسهروردي (٥/ ٢٢١). (^٤) انظر: "الرسالة القشيرية" ص ٢٥٧، و"إحياء علوم الدين" (٤/ ٦٩).

1 / 78