184

العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار

العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار

ناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

الحديث الرابع
عن أنسِ بنِ مالكٍ ﵁ قال: جَاءَ أعرابيٌّ، فَبَالَ في طائفةِ المسجدِ، فَزَجَرَهُ النَّاسُ، فَنَهَاهُمُ النبيُّ ﷺ، فَلمَّا قَضَى بَوْلَهُ، أَمَرَ النبيُّ ﷺ بذَنُوبٍ مِنَ الماءِ؛ فأُهْرِيقَ عَلَيْهِ (١).
تقدم الكلام على أنس ﵁، في أول باب الاستطابة.
وأمَّا الأعرابي: فهو: منسوب إلى الأعراب؛ وهم سكان البوادي، ووقعت النسبة إلى الجمع دون الواحد؛ لأنَّه جرى مجرى القبيلة؛ كأنمار.
ولو نسب إلى المفرد؛ وهو عرب، لقيل: عربي، فيقع فيه الاشتباه بالعربي، وهو كل مولود من ولد إسماعيل ﷺ؛ سواء كان من أهل البادية، والقرى، وهو غير المعنى الأول.
وطائفة المسجد: ناحيته.
والمسجِد -بكسر الجيم- كالمجِلس: لموضع السجود، ويجوز بفتحها، وقيل: الفتح لموضع الجبهة فقط، ويقال له في لغة: مَسْيد، بالياء بدل الجيم (٢).
[وقال الزهريُّ: المسجدُ -بالكسر-: اسم جامع حيث يسجد عليه، ومنه رحب لا يسجد بعد أن يكون اتخذ لذلك، فأما المسجَد -بالفتح- من الأرض لموضع السجود نفسِه ونحوِ ذلك] (٣).
والذَّنُوب -بفتح الذال، وضم النون-، وهي: الدلو المملوءة ماءً.

(١) رواه البخاري (٢١٩)، كتاب: الوضوء، باب: يهريق الماء على البول، ومسلم (٢٨٤)، كتاب: الطهارة، باب: وجوب غسل البول وغيره من النجاسات، وهذا لفظ البخاري.
(٢) انظر: "تحرير ألفاظ التنبيه" للنووي (ص: ٤٠)، و"المصباح المنير" للفيومي (١/ ٢٦٦).
(٣) ما بين معكوفين ساقط من "ش".

1 / 188