Critiquing the Foundations of the Rationalists
نقض أصول العقلانيين
ناشر
دار علوم السنة
ژانرها
ونحاتهم ومتكلميهم لم يجد في كلام أحد منهم لفظ العقل منقولًا على ما يزعمه هؤلاء من المتفلسفة» .
... الخامس: «مما يبين كذب هذا الحديث المروي كما رووه أن العقل إذا كان في لغة المسلمين هو عرض قائم بغيره لم يكن مما يخلق منفردًا عن العاقل. وإنما يخلق بعد خلق العقلاء. وأيضًا فإن مثل هذا لا يخاطب ولا يقبل ولا يدبر. وأيضًا فقوله (ما خلقت خلقًا أكرم عليّ منك) لا يجوز أن يضاف إلى الله تعالى فإنه من المعلوم أن الأنبياء والملائكة أكرم على الله منه إذ كان في بعض صفاتهم. ولو قدر أن العقل في لغتهم يكون جوهرًا أو ملكًا وقدر أن هذا اللفظ قاله الرسول ﷺ لم يجز أن يراد به ما يقوله الفلاسفة ومن سلك سبيلهم لما بينا أنه يدل على أنه خلق قبله خلقًا آخر. وأيضًا فقوله: «بك آخذ وبك أعطي وبك الثواب وبك العقاب» خصه بهذه الأعراض وعندهم هو المبدع لكل ما سواه من العقول والنفوس والأفلاك والنفوس البشرية والعناصر والمولدات فكيف يخصه بأربعة أعراض؟ وأيضًا فقوله: «لما خلقه قال له أقبل فأقبل» يقتضي أنه خاطبه في أول أوقات خلقه وعندهم يمتنع أن يكون خلقه في زمان بل يمتنع أن يكون مخلوقًا عندهم كما تقدم» (١) .
... السادس «أن قوله «أول ما خلق الله العقل قال له» يقتضي أنه خاطبه في أول أوقات خلقه لا أنه أول المخلوقات كما تقول أول ما لقيت زيدًا سلمت عليه وتقدير الكلام أول خلق الله قال له فأول مضاف إلى المصدر والمصدر يجعل ظرف زمان كما تقول كان هذا خفوق النجم وخلافة عبد الملك ومنه قوله تعالى: (وإدبار النجوم) مصدر أدبر يدبر إدبارًا» (٢) .
... السابع: «أن هذا يقتضي أنه خلق قبل العقل غيره لقوله: «ما خلقت خلقًا أكرم عليّ منك» وعندهم هو أول المبدعات» (٣) .
_________
(١) بغية المرتاد (٢١٧-٢٤٣-٢٥١-٢٧٤) .
(٢) الصفدية (١/٢٣٩) .
(٣) الصفدية (١/٢٣٩) .
1 / 39