المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها

Dr. Ghalib bin Ali Awaji d. Unknown
10

المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها

المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها

ناشر

المكتبة العصرية الذهبية

شماره نسخه

الأولى ١٤٢٧هـ

سال انتشار

٢٠٠٦م

محل انتشار

جدة

ژانرها

والدين الصحيح لا يفصل السياسة والحكم بما أنزل الله تعالى، ولا يجعل قضية التدين قضية شخصية مزاجية، ولا يبيح الاختلاط ولا السفور، وإعلان الحرب على القيم والأخلاق، بينما العلمانية لم تقم في الأساس إلّا على تكريس البعد عن الدين -النصراني- وإباحة الشهوات بكل أشكالها، فأيّ وفاق بينهما؟! كذلك فإن الدين لا يبيح لأي شخص أن يشرِّع للناس من دون الله تعالى، ولا أن يتحاكموا إلى غير شرع الله تعالى، وهذا بخلاف العلمانية، كما أن التوافق بين شيئين في بعض الجوانب لا يجعلها متماثلين حتمًا. أما هل يوجد وفاق بين الإسلام بخصوصياته وبين العلمانية؟ فإنها إذا كانت العلمانية لا تتوافق مع بعض المذاهب الوضعية الجاهلية وتقف ضد نفوذها، أفيمكن أن تتوافق مع الإسلام بخصوصه، إن الذين يتصورون ذلك لا يحترمون عقولهم ولا مشاعر الآخرين، أليس الإسلام هو العدو اللدود لجميع الجاهليات مهما اختلفت أسماؤها في حزم وصرامة دون أي تحفظ، لا يختلف في ذلك مسلمان؟ وكيف تتفق العلمانية القامئة على الشرك بالله ﷿ والكفر به ورفض التحاكم إلى شرعه ﷿، وبين الإسلام القائم على عبادة الله وحده لا شريك له ذلًّا وخضوعًا وحكمًا في كل شيء.

2 / 688