65

Contemporary Groups Attributed to Islam and the Islamic Stance on Them

فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها

ناشر

المكتبة العصرية الذهبية للطباعة والنشر والتسويق

شماره نسخه

الرابعة

سال انتشار

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

محل انتشار

جدة

ژانرها

اسْتَكْبَرْتُمْ﴾ (١) .
وآيات أخرى كثيرة في ذم إتباع الهوى وعواقبه الوخيمة.
وفي الحديث عن أنس ﵁: «وثلاث مهلكات: هوى متبع وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه» (٢) .
وعن معاوية عن النبي ﷺ أنه قال بعد ذكره حديث افتراق الأمة:
«وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجاري بهم تلك الأهواء، كما يتجارى الكلب لصاحبه»، وقال عمرو: «الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله» (٣) .
وأما تدخل سلطان العصبية البغيضة فكان إحدى المعاول الهدامة لوحدة الأمة الإسلامية؛ حيث غطت على أبصار وقلوب أتباعها فحجبتهم عن النظر إلى الآخرين بعين الأخوة والترابط العام ومحاولة تألف القلوب وجمع الكلمة.
فأخذت كل طائفة تمجد أفكارها، وتتحزب حولها، وتشنع على الآخرين، فكم سفكت بسببها من الدماء وكم خربت من مدن عامرة وكم خرج بسببها عن الدين من بشر، وقديمًا قالت ربيعة عن الكذاب مسيلمة: «كذاب ربيعة خير من صادق مضر» (٤)؛ لأن سلطان العصبية لا عقل عنده، والتعصب كما يقول بعض العلماء: «ظاهرة ذميمة لا يؤدي إلا إلى التفرقة

(١) البقرة: ٨٧
(٢) الترغيب والترهيب جـ١ /١٦٢.
(٣) سنن أبي داود جـ٢ ص ٥٠٤.
(٤) تاريخ الطبري جـ٣ صـ٢٨٦.

1 / 72