155

Consultation in Islamic Law

الشورى في الشريعة الإسلامية

ژانرها

تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ) (١) قالوا فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكن لنا وأنشد بعضهم: أطعنا رسول الله إذ كان بيننا ... فواعجبًا ما بالُ ملك أبي بكر ثم ساق ابن كثير ما دار بين أصحاب رسول الله مع أبي بكر حول تركهم وتألفهم وامتناع الصديق ﵁ وما قاله عمر ﵁ وما رد به الصديق على نحو مما سلف بيانه. (٢) وجاء في صحيح البخاري قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثنا عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة ﵁ قال: لما توفي الرسول ﵌ وكان أبو بكر ﵁ (٣) وكفر من كفر من العرب فقال عمر ﵁: فكيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله ﵌: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله. فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله ﵌ لقاتلتهم على منعها. قال عمر ﵁: فوالله ما هو إلا أن شرح الله صدر أبي بكر ﵁ فعلمت أنه الحق. (٤) وهذا الحديث نص في الشورى وأنها كانت ديدن الخلفاء الراشدين ومعتمدهم، وأنه لم يعارض أحد إلا عمر ﵁ ثم تابع أبا بكر الصديق ﵁ وقد كان رأي أبي بكر ﵁ في حرب المرتدين ومانعي الزكاة رأيًا موفقًا.

(١) - سورة التوبة (١٠٣). (٢) - أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة ٧٧٠ في البداية والنهاية ج٦ - ص ٣١١ الناشر: مكتبة المعارف - بيروت - لبنان. (٣) - كان أبو بكر: أي تولى أبو بكر. (٤) - انظر صحيح البخاري كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة - حديث (١٣٩٩و١٤٠٠و١٤٥٦و١٤٥٧و٦٩٢٤و٧٢٨٤)، وأخرج أبو داود في سننه بنحوه في كتاب الزكاة حديث ١٥٥٦.

1 / 184