32

جزء فيه شروط عمر بن الخطاب على النصارى، وحديث واصل الدمشقي ومناظرته لهم

جزء فيه شروط عمر بن الخطاب على النصارى، وحديث واصل الدمشقي ومناظرته لهم

ناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

ثُمَّ أَقْبَلَ القِسُّ عَلَى الشَّيْخِ فَقَالَ: أَيُّهَا الشيَّخُ! مَا أَنْتَ بالكبيرِ الذي قد ذهبَ عَقْلُهُ وتَفَرَّقَ عَنْهُ حِلْمُهُ [ولا أنت بالصغير الذي لم يستكمل عقله ولم يبلغ حلمه]، (١)، غدًا أغطسُكَ في المعموديَّة غَطْسةً تَخرجُ منها كيومَ وَلَدَتْكَ أمُّكَ! قَالَ الشَّيخُ: وما هذهِ المَعْمُودِيّة؟ قَالَ القسُّ: ماءٌ مُقَدَّسٌ. قَالَ الشَّيخُ: مَنْ قَدَّسَهُ؟ قَالَ القسُّ: قَدَّسْتُهُ أنا والأساقِفَةُ قَبْلِي. قَالَ الشَّيخُ: فهل كان لكم ذنوبٌ وخطايا؟ قَالَ القسُّ: نعم؛ غير أنَّها كثيرة. قَالَ الشَّيخُ: فهل يُقدِّسُ الماءَ مَنْ لاَ يقدِّسُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ القِسُّ؛ ثُمَّ قَالَ: إِنّي لَمْ أُقَدسْهُ أنا! قَالَ الشَّيخُ: فكيفَ كانت القِصَّةُ إذنْ؟ قَالَ القسُّ: إنَّما كانت سُنَّةً مِنْ عيسى بن مَرْيَمَ. قَالَ الشَّيخُ: فكيفَ كانَ الأمرُ؟ قَالَ القِسُّ: إنَّ يحيى بن زكريا أَغْطَسَ عيسى ابن مريمَ ﵈ بالأُرْدُن (٢) غطسةً ومَسَحَ بِرَأْسِهِ وَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ.

(١) من "تاريخ ابن عساكر". (٢) بهامش الأصل: "الأردن: نهر حماه، وهو العاصي".

1 / 33