Conditions of Supplication and Barriers to Answering in Light of the Quran and Sunnah
شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة
ناشر
مطبعة سفير
محل انتشار
الرياض
ژانرها
سلسلة مؤلفات سعيد بن علي بن وهف القحطاني
شروط الدعاء
وموانع الإجابة
في ضوء الكتاب والسنة
تأليف الفقير إلى الله تعالى
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
صفحه نامشخص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
إن الحمد للَّه، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في شروط الدعاء وموانع إجابته، أخذتها وأفردتها من كتابي «الذكر والدعاء والعلاج بالرقى» (١)، وزدت عليها فوائد مهمة يحتاجها المسلم في دعائه، ورتبتها على النحو الآتي:
الفصل الأول: مفهوم الدعاء، وأنواعه.
الفصل الثاني: فضل الدعاء.
الفصل الثالث: شروط الدعاء، وموانع الإجابة.
الفصل الرابع: آداب الدعاء، وأحوال وأوقات الإجابة.
الفصل الخامس: عناية الأنبياء بالدعاء، واستجابة اللَّه لهم.
الفصل السادس: الدعوات المستجابات.
_________
(١) من من مجلد ٤/ ٨٦٣ - ١١١٧، توزيع مؤسسة الجريسي.
1 / 3
الفصل السابع: أهم ما يسأل العبد ربه.
واللَّه أسأل أن يجعله عملًا صالحًا متقبلًا، نافعًا لي، ولكل من انتهى إليه، وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي؛ فإنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى اللَّه، وسلم، وبارك على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، نبينا، وإمامنا، وقدوتنا، وحبيبنا، محمد بن عبد اللَّه، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المؤلف
حرر في ضحى يوم الجمعة ١٧/ ٦/١٤١٦هـ
1 / 4
الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه
المبحث الأول: مفهوم الدعاء
الدعاء لغة: الطلب والابتهال: يُقال: دعوتُ اللَّه أدعوه دعاءً: ابتهلت إليه بالسؤال، ورغبت فيما عنده من الخير (١)، ودعا اللَّه: طلب منه الخير، ورجاه منه، ودعا لفلان: طلب الخير له، ودعا على فلان: طلب له الشر (٢).
والدعاء: سؤال العبد ربه على وجه الابتهال، وقد يطلق على التقديس، والتحميد ونحوهما (٣).
والدعاء نوع من أنواع الذكر؛ فإن الذكر ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ذكر أسماء اللَّه، وصفاته، ومعانيها، والثناء، على اللَّه بها، وتوحيد اللَّه بها، وتنزيهه عما لا يليق به، وهو نوعان أيضًا:
أ- إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر، وهذا النوع، هو المذكور في الأحاديث، نحو: «سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر».
ب- الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته، نحو
_________
(١) المصباح المنير، ١/ ١٩٤.
(٢) المعجم الوسيط، ١/ ٢٦٨.
(٣) القاموس الفقهي لغة واصطلاحًا، ص ١٣١.
1 / 5
قولك: اللَّه ﷿ على كل شيء قدير، وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد لراحلته، وهو يسمع أصوات عباده، ويرى حركاتهم، ولا تخفى عليه خافية من أعمالهم، وهو أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم.
النوع الثاني: ذكر الأمر، والنهي، والحلال، والحرام، وأحكامه، فيعمل بالأمر، ويترك النهي، ويُحرِّمُ الحرامَ، ويُحلُّ الحلالَ، وهو نوعان أيضًا:
أ- ذكره بذلك إخبارًا عنه بأنه أمر بكذا، ونهى عن كذا، وأحب كذا، وسخط كذا، ورضي كذا.
ب- ذكره عند أمره، فيبادر إليه، ويعمل به، وعند نهيه، فيهرب منه، ويتركه.
النوع الثالث: ذكر الآلاء، والنعماء، والإحسان، وهذا أيضًا من أجَلِّ أنواع الذكر، فهذه خمسة أنواع.
وهي تكون ثلاثة أنواع أيضًا:
أ- ذكرٌ يتواطأ عليه القلب واللسان، وهو أعلاها.
ب- ذكرٌ بالقلب وحده، وهو في الدرجة الثانية.
ج- ذكرٌ باللسان المجرَّد، وهو في الدرجة الثالثة (١).
ومفهوم الذكر: هو التخلص من الغفلة، والنسيان، والغفلة: هي
_________
(١) مدارج السالكين لابن القيم ٢/ ٤٣٠ و١/ ٢٣، والوابل الصيب لابن القيم ص ١٧٨ - ١٨١.
1 / 6
تركٌ باختيار الإنسان، والنسيان تركٌ بغير اختياره.
والذكر على ثلاث درجات:
١ - الذكر الظاهر: ثناء على اللَّه تعالى، كقول: «سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر».
أو ذكر دعاء: نحو ﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (١)، ونحو قوله: «يا حيّ يا قيّوم، برحمتك أستغيث»، ونحو ذلك.
أو ذكر رعاية: مثل قول القائل: اللَّه معي، اللَّه ينظر إليَّ، اللَّه شاهدي، ونحو ذلك مما يستعمل لتقوية الحضور مع اللَّه، وفيه رعاية لمصلحة القلب، ولحفظ الأدب مع اللَّه، والتحرّز من الغفلة، والاعتصام باللَّه من الشيطان وشر النفس.
والأذكار النبوية تجمع الأنواع الثلاثة؛ فإنها تضمنت الثناء على اللَّه، والتعرّض للدعاء والسؤال، والتصريح به. وهي متضمنة لكمال الرعاية، ومصلحة القلب، والتحرّز من الغفلات، والاعتصام من الوساوس والشيطان.
٢ - الذكر الخفي: وهو الذكر بمجرد القلب، والتخلص من الغفلة، والنسيان، والحجب الحائلة بين القلب وبين الرب سبحانه،
_________
(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٣.
1 / 7
وملازمة الحضور بالقلب مع اللَّه كأنه يراه.
٣ - الذكر الحقيقي: وهو ذكر اللَّه تعالى للعبد (١): ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ﴾ (٢).
وقال النبي ﷺ: «يقول اللَّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم، وإن تقرّب إليَّ شبرًا تقرّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليَّ ذراعًا تقربتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» (٣).
المبحث الثاني: أنواع الدعاء
النوع الأول: دعاء العبادة: وهو طلب الثواب بالأعمال الصالحة: كالنطق بالشهادتين، والعمل بمقتضاهما، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والذبح للَّه، والنذر له، وبعض هذه العبادات تتضمّن الدعاء بلسان المقال مع لسان الحال، كالصلاة. فمن فعل هذه العبادات وغيرها من أنواع العبادات الفعلية، فقد دعا ربه، وطلبه بلسان الحال أن يغفر له، والخلاصة أنه يتعبد للَّه طلبًا
_________
(١) مدارج السالكين، ٢/ ٤٣٤ - ٤٣٥.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٥٢.
(٣) البخاري واللفظ له، برقم ٧٤٠٥، ومسلم، ٤/ ٢٠٦١، برقم ٢٦٧٥، من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 8
لثوابه وخوفًا من عقابه. وهذا النوع لا يصح لغير اللَّه تعالى، ومن صرف شيئًا منه لغير اللَّه فقد كفر كفرًا أكبر مخرجًا من الملة، وعليه يقع قوله تعالى (١): ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين﴾ (٢). وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (٣).
النوع الثاني: دعاء المسألة: وهو دعاء الطلب: طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع، أو كشف ضر، وطلب الحاجات، ودعاء المسألة فيه تفصيل كالآتي:
أ- إذا كان دعاء المسألة صدر من عبد لمثله من المخلوقين، وهو قادر حي حاضر، فليس بشرك، كقولك: اسقني ماءً، أو يا فلان أعطني طعامًا، أو نحو ذلك، فهذا لا حرج فيه؛ ولهذا قال النبي ﷺ: «من سأل باللَّه فأعطوه، ومن استعاذ باللَّه فأعيذوه، من دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» (٤).
_________
(١) انظر: فتح المجيد، ص ١٨٠، والقول المفيد على كتاب التوحيد للعلامة ابن عثيمين، ١/ ١١٧، وفتاوى ابن عثيمين، ٦/ ٥٢.
(٢) سورة غافر، الآية: ٦٠.
(٣) سورة الأنعام، الآيتان: ١٦٢، ١٦٣.
(٤) أبو داود، برقم ١٦٧٢، والنسائي، ٥/ ٨٢، برقم ٢٥٦٧، وأحمد في المسند، ٢/ ٦٨، ٩٩، برقم ٥٣٦٥ و٥٧٤٣، وانظر: التعليق المفيد على كتاب التوحيد لسماحة الشيخ العلامة ابن باز، ص ٩١، وص ٢٤٥.
1 / 9
ب- أن يدعو الداعي مخلوقًا، ويطلب منه ما لا يقدر عليه إلا اللَّه وحده، فهذا مشرك كافر؛ سواء كان المدعو حيًّا أو ميتًا، أو حاضرًا أو غائبًا، كمن يقول: يا سيدي فلان اشف مريضي، ردَّ غائبي، مدد مدد، أعطني ولدًا، وهذا كفر أكبر مُخرج من الملَّة، قال اللَّه تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُير﴾ (١)، وقال سبحانه: ﴿وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (٢).
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (٣).
وقال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾ (٤).
_________
(١) سورة الأنعام، الآية: ١٧.
(٢) سورة يونس، الآيتان: ١٠٦، ١٠٧.
(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٩٤.
(٤) سورة الأعراف، الآية: ١٩٧.
1 / 10
وقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُوا مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ* يَدْعُوا لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ﴾ (١).
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (٢).
وقال ﵎: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ﴾ (٣).
وقال سبحانه: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا
_________
(١) سورة الحج، الآيات: ١١ - ١٣.
(٢) سورة الحج، الآيتان: ٧٣ - ٧٤.
(٣) سورة العنكبوت، الآيات: ٤١ - ٤٣.
1 / 11
فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ (١).
وقال ﷿: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ* إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ (٢).
وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ (٣). وكل من استغاث بغير اللَّه، أو دعا غير اللَّه دعاء عبادة، أو دعاء مسألة فيما لا يقدر عليه إلا اللَّه، فهو مشرك مرتد، كما قال سبحانه: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾ (٤).
وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
_________
(١) سورة سبأ، الآيتان: ٢٢ - ٢٣.
(٢) سورة فاطر، الآيتان: ١٣ - ١٤.
(٣) سورة الأحقاف، الآيتان: ٥ - ٦.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٧٢.
1 / 12
لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا بَعِيدًا﴾ (١).
وقال تعالى: ﴿فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾ (٢).
وقال ﷿: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ﴾ (٣).
وقال سبحانه: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (٤).
الفرق بين الاستغاثة والدعاء:
الاستغاثة: طلب الغوث: وهو إزالة الشدة، كالاستنصار: طلب النصر، والاستعانة: طلب العون.
فالفرق بين الاستغاثة والدعاء: أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب، والدعاء أعم من الاستغاثة؛ لأنه يكون من المكروب وغيره.
فإذا عُطِفَ الدعاء على الاستغاثة، فهو من باب عطف العام على الخاص، فبينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة، وينفرد الدعاء عنها في مادة، فكل استغاثة دعاء، وليس كل دعاء استغاثة.
_________
(١) سورة النساء، الآية: ١١٦، وفي آية ٤٨ ﴿فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾.
(٢) سورة الشعراء، الآية: ٢١٣.
(٣) سورة الزمر، الآيتان: ٦٥ - ٦٦.
(٤) سورة الأنعام، الآية: ٨٨.
1 / 13
ودعاء المسألة متضمِّن لدعاء العبادة، ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة، ويراد بالدعاء في القرآن دعاء العبادة تارة، ودعاء المسألة تارة، ويُراد به تارة مجموعهما (١).
_________
(١) انظر: فتح المجيد، ص ١٨٠.
1 / 14
الفصل الثاني: فضل الدعاء
جاء في فضل الدعاء آيات وأحاديث كثيرة، منها:
١ - قال اللَّه تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (١).
٢ - وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (٢).
٣ - وقال تعالى: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين * وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (٣).
٤ - وقال ﵎: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (٤).
٥ - وقال ﷿: ﴿هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٥).
٦ - وعن النعمان بن بشير ﵁ عن النبي ﷺ قال: «الدُّعاءُ هوَ
_________
(١) سورة البقرة، الآية: ١٨٦.
(٢) سورة غافر، الآية: ٦٠.
(٣) سورة الأعراف، الآيتان: ٥٥،- ٥٦.
(٤) سورة غافر، الآية: ١٤.
(٥) سورة غافر، الآية: ٦٥.
1 / 15
العبادةُ»، وقرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (١).
٧ - وعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: «ليس شيءٌ أكرَمَ على اللَّه تعالى من الدعاء» (٢).
٨ - وعن أبي هريرة ﵁ قال: رسول اللَّه ﷺ قال: «منْ لم يَسألِ اللَّه يَغْضَبْ عليهِ» (٣).
وأنشد القائل:
لا تَسأَلنَّ بني آدم حاجةً ... وسلِ الذي أبوابه لا تحجبُ
اللَّه يغضبُ إن تركت سؤاله ... وبُنيَّ آدم حين يُسأل يغضبُ
٩ - وعن أبي سعيد ﵁ أن النبي ﷺ قال: «ما من مسلم يدعو اللَّه بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رحم، إلا أعطاه اللَّه بها إحدى ثلاث: إما أن تعجّل له دعوته، وإما أن يدّخرها له في الآخرة، وإما
_________
(١) أبو داود، ٢/ ٧٧، برقم ١٤٧٩، والترمذي ٥/ ٢١١ برقم ٢٩٦٩، وابن ماجه ٢/ ١٢٥٨، برقم ٣٨٢٣، والبغوي في شرح السنة، ٥/ ١٨٤، وانظر: صحيح الجامع الصغير، ٣/ ١٥٠، برقم ٣٤٠١، وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيح الترمذي، ١/ ١٣٨.
(٢) الترمذي ٥/ ٤٥٥، برقم ٣٣٧٠، وابن ماجه ٢/ ١٢٥٨، برقم ٣٨٢٩، وأحمد، ٢/ ٤٤٢، برقم ٣٧٤٨، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ١/ ٤٩٠، وانظر: شرح المسند بتحقيق الأرناؤوط، ٥/ ١٨٨، وحسّن إسناده الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٣٨.
(٣) الترمذي، ٥/ ٤٥٦، برقم ٣٣٧٣، وابن ماجه، ٢/ ١٢٥٨، برقم ٣٨٢٧، وأحمد، ٢/ ٤٤٢، برقم ٩٧٠١، وحسن إسناده الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٣٨.
1 / 16
أن يصرف عنه من السوء مثلها». قالوا: إذًا نُكثر. قال: «اللَّه أكثر» (١).
١٠ - وعن سلمان الفارسي ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنَّ ربَّكُم ﵎ حييُّ كَرِيمٌ، يستَحي مِنْ عبدهِ إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صِفرًا» (٢).
والدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، وهو من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، وللدعاء مع البلاء ثلاثة مقامات:
١ - أن يكون الدعاء أقوى من البلاء، فيدفعه.
٢ - أن يكون أضعف من البلاء، فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن يخففه وإن كان ضعيفًا.
٣ - أن يتقاوما، ويمنع كل واحد منهما صاحبه (٣).
وعن ابن عمر ﵁ عن النبي ﷺ قال: «الدعاء ينفع مما نزل،
_________
(١) أحمد في المسند، ٣/ ١٨، برقم ١١١٣٣، وفي الترمذي عن جابر بن عبد اللَّه، برقم ٣٣٨١، وعن عبادة بن الصامت، برقم ٣٥٧٣، وحسنهما الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٤٠، ١٨١.
(٢) أبو داود، ٢/ ٧٨، برقم ١٤٨٨، والترمذي، ٥/ ٥٥٧، برقم ٣٥٥٦، وابن ماجه ٢/ ١٢٧١، برقم ٣٨٦٥، والبغوي في شرح السنة، ٥/ ١٨٥، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٧٩ وصحيح ابن ماجه، برقم ٣٨٦٥.
(٣) الجواب الكافي للإمام ابن القيم، ص٢٢، ٢٣، ٢٤. نشر مكتبة دار التراث، ١٤٠٨هـ، الطبعة الأولى، وطبع دار الكتاب العربي، ط٢، ١٤٠٧هـ ص٢٥، وطبع دار الكتب العلمية ببيروت، ص٤، وهي طبعة قديمة بدون تاريخ.
1 / 17
ومما لم ينزل، فعليكم عباد اللَّه بالدعاء» (١).
وعن سلمان ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يردُّ القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العُمرِ إلا البر» (٢).
_________
(١) الحاكم، ١/ ٤٩٣، وأحمد، ٥/ ٢٣٤، برقم ٢٢٠٤٤، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ٣/ ١٥١ برقم ٣٤٠٢.
(٢) الترمذي بلفظه، برقم ٢٢٣٩، والحاكم بنحوه، ١/ ٤٩٣ من حديث ثوبان وصححه، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ١/ ٧٦، برقم ١٥٤، وفي صحيح سنن الترمذي، ٢/ ٢٢٥، لشاهده من حديث ثوبان عند الحاكم كما تقدم، وعند ابن ماجه، برقم ٤٠٢٢، وأحمد، ٥/ ٢٧٧، برقم ٢٢٣٨٦.
1 / 18
الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة
«الأدعيةُ، والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاحُ بضاربه، لا بحدِّه فقط، فمتى كان السلاحُ سلاحًا تامًّا، لا آفة به، والساعدُ ساعدًا قويًّا، والمانعُ مفقودًا، حصلت به النكاية في العدوِّ، ومتى تخلَّف واحدٌ من هذه الثلاثة، تخلَّف التأثير، فإن كان الدعاءُ في نفسه غيرَ صالح، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه، أو كان ثَمَّ مانعٌ من الإجابة، لم يحصل التأثير» (١)، وإليك شروط الدعاء، وموانع الإجابة في المبحثين الآتيين:
المبحث الأول: شروط الدعاء
الشرط: لغة: العلامة، واصطلاحًا: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود، ولا عدم لذاته (٢).
من أعظم وأهم شروط قبول الدعاء ما يأتي:
الشرط الأول: الإخلاص: وهو تصفية الدعاء، والعمل من كل ما يشوبه، وصرف ذلك كلّه للَّه وحده، لا شرك فيه، ولا رياء، ولا سمعة، ولا طلبًا للعرض الزائل، ولا تصنعًا، وإنما يرجو العبد ثواب
_________
(١) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للإمام ابن القيم رحمه اللَّه تعالى، ص٣٦، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى، ١٤٠٧هـ.
(٢) الفوائد الجلية في المباحث الفرضية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز، ص١٢، وعدة الباحث في أحكام التوارث للشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد، ص٤.
1 / 19
اللَّه، ويخشى عقابه، ويطمع في رضاه (١).
وقد أمر اللَّه تعالى بالإخلاص في كتابه الكريم، فقال تعالى: ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ (٢)، وقال ﷿: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (٣).
وقال تعالى: ﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ (٤).
وقال سبحانه: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ (٥).
وعن عبد اللَّه بن عباس ﵁ قال: كنت خلف النبي ﷺ فقال: «يا غُلامُ إني أُعلِّمك كلمات: احفظ اللَّه يحفظْكَ، احفظِ اللَّه تجدْهُ تُجاهك، إذا سألت فاسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعن باللَّه، واعلم أنَّ الأُمة لَوِ اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوكَ إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا
_________
(١) انظر: مقومات الداعية الناجح للمؤلف، ص٢٨٣.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٢٩.
(٣) سورة غافر، الآية: ١٤.
(٤) سورة الزمر، الآية: ٣.
(٥) سورة البينة، الآية: ٥.
1 / 20
بشيء قد كتبه اللَّه عليك، رُفعتِ الأقلامُ، وجفَّت الصُّحفُ» (١).
وسؤال اللَّه تعالى: هو دعاؤه، والرغبة إليه؛ كما قال تعالى: ﴿وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ (٢).
الشرط الثاني: المتابعة، وهي شرط في جميع العبادات، لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (٣)، والعمل الصالح هو ما كان موافقًا لشرع اللَّه تعالى، ويُراد به وجه اللَّه سبحانه، فلا بد أن يكون الدعاء والعمل خالصًا للَّه، صوابًا على شريعة رسول اللَّه ﷺ (٤)؛ ولهذا قال الفضيل بن عياض في تفسير قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (٥)، قال: هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: «إن العمل إذا كان خالصًا، ولم يكن صوابًا، لم يقبل، وإذا كان صوابًا، ولم يكن خالصًا، لم يُقبل، حتى يكون
_________
(١) أخرجه الترمذي، ٤/ ٦٦٧، برقم ٢٥١٦، وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد، ١/ ٢٩٣، برقم ٢٦٦٩، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٢/ ٣٠٩.
(٢) سورة النساء، الآية: ٣٢.
(٣) سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٤) انظر: تفسير ابن كثير، ٣/ ١٠٩.
(٥) سورة الملك، الآيتان: ١ - ٢.
1 / 21