227

التعقيب على تفسير سورة الفيل للفراهي - ضمن «آثار المعلمي»

التعقيب على تفسير سورة الفيل للفراهي - ضمن «آثار المعلمي»

ویرایشگر

محمد أجمل الإصلاحي

ناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٤ هـ

ژانرها

الفخر فإن العرب لا ترى رمي العدوّ بالحجارة فخرًا، بل قال الأعشى (^١):
ولا نُقاتل بالعِصِيـ ... يِ ولا نُرامي بالحجاره
مع أن المقام ليس مقام مدح ولا ذم.
فإن قلتَ: قد يقال إن الخطاب في ﴿تَرْمِيهِمْ﴾ جاء تبعًا للخطاب في ﴿أَلَمْ تَرَ﴾، فيقبل هذا بشفاعة ذاك.
قلتُ: إنما يسوغ هذا لو كان الخطاب في ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ من هذا الأسلوب، وهو أن ينسب إلى الأبناء ما وقع من الآباء، وليس كذلك، فإن ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ بمعنى "قد علمت"، والعلم ثابت للمتأخر نفسه.
فإن قيل: فاجعل الرؤية بصرية على ظاهرها، فيكون المعنى: "قد أبصرت"، كما في قوله في آيات البقرة التي تقدم التمثيل بها: ﴿وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ [البقرة: ٥٠].
قلتُ: هذا إنما يقوم على دعوى أن يكون قوله ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ من هذا الأسلوب، أعني أن ينسب إلى الأبناء ما وقع للآباء، فيرِد عليه الوجهان السابقان، وثالث وهو مخالفته لظاهر ارتباط السورة بما قبلها ببنائها على الوعيد والتهديد.
[ص ٥٥] واعلم أنّ المعلِّم ﵀ إنما اعتنى بتطبيق ما قاله من الخطاب في ﴿تَرْمِيهِمْ﴾ على الخطاب في ﴿أَلَمْ﴾ لأن السورة كلام واحد،

(^١) الخزانة (١/ ٨٣). [المؤلف]. طبعة هارون (١/ ١٧٣)، وانظر: ديوان الأعشى (٢٠٩).

8 / 194