شرح حديث جبريل في تعليم الدين
شرح حديث جبريل في تعليم الدين
ناشر
مطبعة سفير،الرياض
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
محل انتشار
المملكة العربية السعودية
ژانرها
اللَّهُ لَنَا﴾، وقال: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾، وأمَّا السُّنَّة فقد عقد كلٌّ من الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما كتابًا للقدر، اشتملاَ على أحاديث عديدة في إثبات القدر، روى مسلم في صحيحه (٢٦٦٤) عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحَبُّ إلى الله من المؤمن الضَّعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعُك، واستَعن بالله ولا تَعجَز، وإن أصابك شيءٌ فلا تَقل: لو أنِّي فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قل: قدرُ الله وما شاء فعل؛ فإنَّ لو تفتحُ عملَ الشيطان".
وروى مسلمٌ (٢٦٥٥) بإسناده إلى طاوس قال: "أدركتُ ناسًا من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون: كلُّ شيء بقَدر، قال: وسمعتُ عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله ﷺ: كلُّ شيء بقدر، حتى العَجز والكيس، أو الكيسُ والعجز".
والعجزُ والكيس ضدَّان، فنشاطُ النشيط وكسل الكَسول وعجزه، كلُّ ذلك بقدر، قال النووي في شرح الحديث (١٦/٢٠٥): "ومعناه أنَّ العاجزَ قد قُدِّر عجزُه، والكَيِّسُ قد قُدِّر كيسُه".
وقال ﷺ: "ما منكم من أحدٍ إلاَّ وقد كُتب مقعدُه من الجنَّة، ومقعدُه من النَّار، فقالوا: يا رسول الله! أفلا نتَّكِلُ فقال: اعملوا فكلٌّ ميَسَّرٌ، ثمَّ قرأ ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ إلى قوله: ﴿لِلْعُسْرَى﴾ " رواه البخاري (٤٩٤٥) ومسلم (٢٦٤٧) من حديث عليّ ﵁.
والحديثُ يدلُّ على أنَّ أعمالَ العباد الصالحة مقدَّرَةٌ، وتؤدِّي إلى
1 / 60