Commentaries on Abu Tammam's Hamaasa: A Comparative Study of Methods and Applications
شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها
ناشر
دار الأوزاعي
شماره نسخه
الأولى.
محل انتشار
بيروت
ژانرها
التي استمد منها أبو تمام جملة من معاني شعره، فلو كان في ذهنه - وهو يصنع الحماسة - أن يخفي الأشعار التي أخذ معانيه منها لكان الأولى أن يخفي هذه الأشعار التي جاءت في الحماسة دالة على أنه أفاد منها في معانيه، والوجه الآخر أن أبا تمام ليس وحده الذي يمتلك أشعار المحسنين حتى يحجبها عن الناس بقصد إخفاء اخذه منها، أو بقصد الإفادة منها عند الحاجة في تأليف الشعر، فداواوين الشعراء المحسنين والاختيارات من شعرهم كانت قد انتشرت بين أيدي الناس، وصحيح أن العلماء وطالبي الأدب قد اهتموا بالحماسة ولكن اهتمامهم هذا لم يصرفهم عن الاهتمام بغيرها من كتب الاختيارات أو الدواوين، ومن ثم تبدو هذه الدعوى متهافتة لا تستند على شيء يعول عليه سوى النيل من الرجل في أمر لم يخطر بباله قط.
٧ - في دعوى تغيير أبي تمام لنصوص الحماسة:
وفي رأينا أن أهم قضية أثيرت حول ديوان الحماسة هي الدعوى التي قامت دالة على أن أبا تمام كان يغير في الشعر الذي يورده في الحماسة، ويترتب على هذه الدعوى حكم على الحماسة بأنها لا تصلح أن تكون مصدرًا من مصادر الشعر العربي الفصيح، لأن أبا تمام يعد من الشعراء المحدثين، ولا يدخل في عهود الاحتجاج، وإذا كان قد غير في نصوص الحماسة فإن عمله هذا يلقى عليها ظلالًا من الحداثة تحجبها عن أن تكون مصدرًا من مصادر القول الفصيح، ولكن ما حقيقة هذه الدعوى، وما مدى صدق هذا الحكم المرتب عليها، وما مواقف الباحثين قدماء ومعاصرين منها، فلعلنا من مناقشة ذلك كله نخرج برأي واضح يضيف شيئًا في هذه القضية.
أن أول من وقفنا على كلامه في دعوى التغيير هو ابن العميد المتوفي سنة ٣٦٠ هـ، فقد ذكر المرزوقي عند مرثية الربيع بن زياد في مالك بن زهير العبسي، وفي شرح بيت الربيع القائل:
بيت الربيع القائل:
من كان مسرورًا بمقتل مالك فليأت ساحتنا بوجه نهار
1 / 41