من كتب المتون - مسانيد وصحاح وسنن - وكتب الرجال المتنوعة في موضوعاتها ومجالاتها، إلى كتب العقيدة التي كثرت في هذا القرن.
كما تُوِّجت تلك الجهود أيضًا في مجال قمع الأهواء والبدع ومحاربة أصحابها وكشف أسرارهم وتحذير الأمَّة من شرِّهم بتلك الوقفة الشامخة من إمام أهل السُّنَّة الصدِّيق الثاني أبي عبد الله أحمد ابن حنبل - رحمه الله تعالى - في وجوه أهل التجهم والاعتزال الذين جمعوا عليه وألبوا، فخرج ﵀ منتصرًا مؤيَّدًا من الله ﷿ ١ - وقمعت بإذن الله البدعة، ونكص أصحابها على أعقابهم مدحورين، وما مثلهم ومثل ما أرادوه من النيل من السُّنَّة وأهلها إلا كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها ... فلم يضرها وأوهي قرنه الوعل
وقد تميز التدوين في هذا القرن بما يلي:
١- تجريد أحاديث رسول الله ﷺ وتمييزها عن غيرها، بعد أن كانت قد دونت في القرن الثانى ممزوجة بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين.
٢- الاعتناء ببيان درجة الحديث من حيث الصحة والضعف.
٣- تنوع المصنفات في تدوين السُّنَّة، حيث ظهرت الأنواع التالية: