125

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

ناشر

دار التدمرية

شماره نسخه

الثالثة

سال انتشار

١٤٣٢ هـ

ژانرها

والنفي" - أتبع ذلك بذكر بعض النصوص النبوية المشتملة على بعض أسماء الرب وصفاته.
فإن السنة هي الأصل الثاني في الاستدلال، ومعرفة ما جاء به الرسول ﷺ فإن الله أنزل على نبيه الكتاب والحكمة، الكتاب هو القرآن، والحكمة هي سنة الرسول ﷺ، فكلاهما وحي، كما قال ﷾: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [(٣ - ٤) سورة النجم].
فكل ما يُبَلِّغه النبي ﷺ عن الله -سواء كان قرآنا، أو سنة- فإنه وحي أوحاه الله إليه، وكل منهما منزل كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [(١١٣) سورة النساء].
فيجب الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه، أو أخبر به الرسول ﷺ في سنته، كما يجب العمل بما أمر الله به في القرآن، والانتهاء عما نهى عنه سبحانه، وكذلك ما أمر به الرسول ﷺ، أو نهى عنه، فإنه يجب العمل بأوامره ﷺ، ونواهيه، وطاعته في أمره ونهيه.
وإنكار السنة مطلقا، ودعوى أننا لسنا مكلفين إلا بالقرآن كفر، وضلال، ومخالفة للقرآن؛ فإن الله تعالى أمر بإتباع الرسول ﷺ، وطاعته.
قال الشيخ ﵀: " فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه" المراد بالسنة في هذا السياق سنة الرسول ﷺ وهي: أقواله، وأفعاله، وتقريراته، هذا هو المراد بالسنة إذا قيل: الكتاب والسنة.
فسنة الرسول القولية، والفعلية، والتقريرية؛ تبين وتفسر القرآن، وتدل عليه وتعبر عنه، والأغلب على سنة الرسول ﷺ أنها بيان.
ومن السنة ما يتضمن أخبارا، وتشريعات ليست في القرآن، قال الله تعالى ﴿بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [(٤٤) سورة النحل] الذكر: القرآن.

1 / 135