116

Clarification of the Path in Response to the Man from Tangier

إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة

ناشر

مؤسسة النور للطباعة والتجليد

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٣٨٥ هـ

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

المثلين المذكورين في أول سورة البقرة لا ينطبقان عليهم، وإنما ينطبقان على ملاحدة العصريين وزنادقتهم. ثم قال: إن النبي ﷺ سماهم مارقين من الدين أي خارجين منه بعد أن كانوا داخلين فيه، والمنافقون لم يدخلوا فيه يومًا ما، فتعين أن هؤلاء هم المراد في الآيات الكريمة. والجواب عن هذا من وجوه: أحدها: أن الأحاديث التي ذكرها عن علي وابن مسعود وأنس وأبي ذر ورافع بن عمرو وأبي سعيد ﵃ كلها واردة في الخوارج الذين قتلهم علي ﵁ يوم النهروان، وليست واردة في ملاحدة العصريين وزنادقتهم كما توهمه المصنف. وكل من جاء بعد أهل النهروان وهو على شاكلتهم فعموم الأحاديث الواردة فيهم يشمله معهم. وقد جاء في بعض الروايات التي ذكر المصنف أطرافًا منها أن النبي ﷺ قال في الخوارج «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم» وليست حال ملاحدة العصريين كذلك، فإن الغالب عليهم الجفاء والتفريط في أمور الدين كالصلاة والصيام وغير ذلك من أنواع العبادة. وأما الخوارج فالغالب عليهم الغلو والإفراط والتعمق في الدين. وأيضًا فقد جاء في بعض الروايات أن النبي ﷺ قال: «آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر» وقد وجد هذا الرجل مع الخوارج يوم النهروان.

1 / 116