العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

ابن غنام مالکی نجدی d. 1225 AH
182

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

پژوهشگر

محمد بن عبد الله الهبدان

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

شماره نسخه

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

محل انتشار

الرياض

في هذه الآية المخرج من الشبهات والضلالات والفتن (١) . وقوله ﴿بِإِذْنِهِ﴾ أي: بعلمه، وبما هداهم له، ﴿وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ من خلقه بفضله وكرمه ﴿إلى صِرَاطٍ مُسْتَقيم﴾، يفضي به إلى جنات النعيم، وله الحكمة التامة الباهرة، الحجة البالغة القاهرة. وفي هذه الآية الكريمة من الدلالة على ذم الافتراق، ومدح الاجتماع والاتفاق، ما لا يخفى على من له الفهم أدنى مذاق. قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ (الأنعام: من الآية ١٥٩) أي: فرقوا دينهم الذي هو الإسلام، الذي ارتضاه الله تعالى واختاره، ورفع في السماوات والأرض شأنه ومناره. ﴿وَكَانُوا شِيَعًا﴾ لأهويتهم الغاوية متبعون، وكل حزب بما لديهم فرحون. ﴿لسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ من إصلاح الحال، حتى يحسن لهم المآل، وإنما عليك بلاغ الرسالة، وهذا منسوخ بآية القتال لأهل الكفر والشرك والضلالة. ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلى اللَّه﴾ (الأنعام: من الآية ١٥٩) مفوض إليه؛ لأن بيده التوبة والعذاب، فلا يصلح أن يكون ذلك إلا للإله، ﴿ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾، ثم يوم القيامة يرون ما يوعدون، ويجازيهم بما كانوا يعملون. قال المجاهد والضحاك والسدي وقتادة: "هذه الآية نزلت في اليهود والنصارى، اختلفوا قبل مبعث محمد ﷺ فتفرقوا، فلما بعث محمد ﷺ نزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا﴾ . (٢) وعن أبي أمامة الباهلي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:

(١) انظر فيما تقدم تفسير الطبري (٤/٢٨٥) . (٢) انظر فيما تقدم تفسير الطبري ٤/٢٨٥.

1 / 204