العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد

ابن موسی موقت دمشقی d. 981 AH
42

العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد

العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد

پژوهشگر

الدكتور/ مروان العطية

ناشر

مكتبة الثقافة الدينية

شماره نسخه

الأولى ١٤٢٤هـ

سال انتشار

٢٠٠٤م

الفصل الثاني: في تحذير مَن أراد بعلمه غير الله تعالى نسأل الله العافية: اعلم أن ما ذكر في فضل طلب العلم إنما هو لمن أراد به وجه الله، لا لغرض من الدنيا، وإلا فهو مذموم. قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة: ٥] وقال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾ [الشورى: ٢٠] وقال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا، كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ [الإسراء: ١٨-٢٠] وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: ٢، ٣] وقال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤] إلى غير ذلك من الآيات، ولا يخفى الحديث الذي فيه الثلاثة الذين أول مَن تسعر النار لهم يوم القيامة: المجاهد والعالم والقارئ، فهؤلاء جاء في حديث رواه مسلم١ أول مَن يدخل النار ويسحب كل منهم على وجهه حتى يُلْقَى في

١ هو أبو الحسن، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري: حافظ، من أئمة المحدثين، ولد بنيسابور، ورحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق، وتوفي بظاهر نيسابور سنة ٢٦١هـ. أشهر كتبه: صحيح مسلم، وهو أحد الصحيحين المعول عليهما عند أهل السنة في الحديث. تاريخ بغداد ١٣/ ١٠٠، والأعلام ٧/ ٢٢١.

1 / 53