العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل
العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل
بالسنا عن أُفق الكرخ الظلاما ... وخضمي كرم قد عذبا
موردًا يروي من الضامي الأواما
هل بنات السير في تلك الفلا ... علمت غاربها ما حملا
وبماذا من وقار وعلى ... رحلت بالأمس تطوي السبسبا
جددًا تهبط أو تعلوا أكاما ... وأريحت بالمصلّى لغبا
قد برت أقتابها منها السناما
كم لأيدي العيس يا سعد يد ... أبدًا مشكورة لا تجحد
فعليها ليس ينأى بلد ... وبها وخدًا سرت أو خببا
يدرك الساري أمانيه الجساما ... ويرى أوطأ شيء مركبا
ظهرها من طلب العزّ وراما
أطلعت في الكرخ من حجب السرى ... قمري سعد بها قد أزهرا
وغرامًا بهما أُمّ القرى ... لو أطاقت لهما إن تصحبا
حين آبا لأتت تسعى غراما ... وأقامت لا ترى منقلبا
عن حمى الزوراء ما دامت وداما
أوبةٌ جائت ينيل المنح ... ذهبت فرحتها بالترح
فبهذا العام أُمّ الفرح ... ولدتها فاجدّت طربا
بعدما حالت بها من قبلُ عاما ... ولها الإقبال قد كان أبا
سعده أخدمه اليمن غلاما
فاهن والبشرى أبا المهدي لك ... تلك علياك لبدريك فلك
قد بدا كلٌّ بها يجلو الحللك ... فترى الأقطار شرقًا مغربا
لم يدع ضوئهما فيه ظلاما ... والورى أبعدها والأقربا
بهما تقتسم الزهو اقتساما
ملّت القلب سرورًا مثلما ... قد ملئت الكفّ منها كرما
واحتبت زهوا تهنّيك بما ... خصّك الرحمن من هذا الحبا
حيث لا زلت لها تعرى الذماما ... جاليًا إن وجه عام قطبا
للورى وجهًا به تسقي الغماما
ففداء لك يا أندى يدا ... من بني الدهر وأزكى محتدا
معشر ما خلقوا إلاّ فدا ... لبسوا الفخر معارًا فنبا
عن أُناس تلبس الفخر حراما ... كلّما فيهم علا الحظُّ أبى
قدرهم من ضعة إلاّ الرغاما
تشتكي من مسّ أبدانهم ... حللٌ ترفع من شانهم
وإذا صرَّ بإيمانهم ... قلمٌ فهو ينادي عجبا
صرت في أنملة اللؤم مضاما ... من بها قرّ مقيما عذبا
إنّها سائت مقرًّا ومقاما
هب لهم درهمهم أصبح أب ... فسما فيهم إلى تلك الرتب
أكرام هم لدى نصّ النسب ... إن يعدّوا نسبًا مقتضبا
لا عريقًا في المعالي أو قدامى ... عدموا الجود معًا والحسبا
فبماذا يتسمون كراما
عبدوا فلسهم دهرهم ... وعليه قصروا شكرهم
فاطرح بين الورى ذكرهم ... وأعد ذكر كرام نجبا
قصّروا الوفر على الجود دواما ... وبنوا للضيف قدمًا قببا
رفعت منها يد الفخر الدعاما
معشر بيت علاهم عامر ... بهم للضيف زاه زاهر
فيه ما أمُّ الأماني عاقر ... تلد النجح فتكفي الطلبا
وأبو الآمال لا يشكو العقاما ... وعلى أبوابه مثل الدبا
نعم الوفد لها تلقي ازدحاما
صفوة المعروف قرّوا أعينا ... واهنأوا بالصفو من هذا الهنا
لكم السعد جلا وجه المنى ... بيد اليمن ومنه قربا
لكم الإقبال ما ينأى مراما ... فالبسوا أبراد زهو قشبا
عنكم لا نزعت ما الدهر داما
وإليكم غادة وشحتها ... وبريا ذكركم عطّرتها
وإلى عليائكم أزففتها ... فلها جاء افتتاحا طيّبا
نشر راح الأُنس منكم لا الخزامى ... ولها تشهد أنفاس الصبا
من ثناكم مسكه كان ختاما
وقلت مهنّيًا للفاضل الصالح حين قدم من الحج أخوه عبد الكريم وولده محمّد الأمين، وكانت قد هبت على الحاج تلك السنة في الموقف ريح شديدة أهلت الأكثر منهم وقد أشرقت إلى ذلك أثناء القصيدة، وهي هذه:
فقت يا أيّتها الدار نجوما ... في السنا فخرًاوفي الجود الغيوما
ونعم أنت بآل المصطفى ... معدن الفخر حديثًا وقديما
لم تلد أُمُّ المعالي منهم ... فيك إلاّ واضح الوجه كريما
معشر طابوا فروعًا في العلى ... وزكوا في طينة العزّ أروما
وكفاهم بأبي المهدي فخرًا ... حيث أضحى لهم اليوم زعيما
المحيّا عند بذل الجود وجهًا ... صاحيًا والمرتجى كفًّا مغيما
1 / 189