و"الإمامة"، وصنف في أنَّ الرجل إذا أتى والإمام راكع أنه لا تعتد له بتلك الركعة، وكان يدعوا بين الأذان والإقامة ويبكى ويتضرع وربما ضرب برأسه الحائط حتى يخشى أن يدمى رأسه، ولم يقطع صلاة الليل في حضر ولا سفر، وكان يرى أن تراب الولوع يجوز أن يكون نجسًا.
قال أبو عاصم: وذكر أنه ركب يومًا فأصاب ذراعيه طين من رجل كلب فأمر جاريته بغسله وتعفيره فقالت الجارية: أما في الطين تراب، فقال أنت أفقه منّي ولد سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة. وابنه عبد اللَّه سمع وحدث وكان فاضلًا. مات سنة خمسين وثلثمائة قاله التقليسى، ولهم صبغى آخر يأتي قريبًا في هذه الطبقة.
٦٩ - أحمد بن الحسين أبو بكر الفارسى
من أصحاب الوجوه له، "عيون المسائل في النصوص" تفقه على ابن سريج، ومات سنة خمسين وثلثمائة.
٧٠ - أحمد بن الحسين بن مهران أبو بكر
الزاهد من أهل نيسابور، سمع ابن خزيمة وغيره، وحدث بانتقاء الحاكم عليه، وكان رفيع المنزلة في وقته، مصنفا مجيدًا في أصناف علمه. ونقل الأستاذ إسماعيل الضرير في تفسيره أنَّ اختيار الشافعى في سجود التلاوة ما ذكره أبو بكر بن مهران في كتابه "سجود القرآن" وهو ﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾ (١). له كتاب "الغاية في القرآن" و"الشامل" وهو الكبير. قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات وأعبد من رأيناه، وكان مجاب الدعوة. مات في شوال سنة إحدى وثلاثين وثلثمائة عن ست وثمانين سنة.
_________
٦٩ - طبقات الشيرازى (ص ١٣٢)، وطبقات الشافعية للسبكى (٢/ ١٨٤)، وطبقات الفقهاء للعبادى (ص ٤٥)، وتهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٩٥)، وطبقات الشافعية الإسنوي (٢/ ٢٥٤).
٧٠ - الأنساب (١١/ ٥٣١ - ٥٣٢)، ومعجم الأدباء (٣/ ١٢ - ١٥)، والسير (١٦/ ٤٠٦ - ٤٠٧)، والعبر (٣/ ١٦)، والإسنوى (٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠)، ومرآة الجنان (٢/ ٤١٠)، وشذرات الذهب (٣/ ٩٨)، والبداية والنهاية (١١/ ٣١٠).
(١) سورة الإسراء: الآية رقم [١٠٨].
1 / 43