يلوح من جبينه آثار الفوز والفلاح وكان رحمه الله جواد الا يلبث في ساحة راحته غير جوده وسماحته وكان رحمه الله مكبا على التاليف وحريصا على التحرير والتصنيف فكتب كل ما خطر بباله من غير تمييز مستقبمة عن محاله ومع ذلك لم ينظر الى موضوع مرتين ولم يرجع البصر كرتين فلم يتيسر له الاحسان والاجادة وخلت تصانيفه عن الافادة ولا غرو فيه فما كل هاتفة ورقاء وما كل ناظرة زرقاء غير انه ترك من شروح بعض الكتب الفارسية آثارا جميلة ومؤلفات لا يظفر عليها الا باثمان جليلة تواليفه العربية منها الحواشي الكبرى على تفسير البيضاوي وأولها الحمد لله الذي جعلني كشاف القرآن وصيرني قاضيا بين الحق والباطلان والحواشي الصغرى عليه وشرح البخاري قريبا الى النصف وحاشية على التلويح وحاشية على اوائل الهداية وشرح لبعض المتون المختصرة تصديقه شرح كتاب المسنوي المولى في مائة كراس كبيرة وكان من عادته ان يعقد المجالس في مسجده وينقل ذلك الكتاب باوفى تقرير واوضح بيان فيزدحم الناس عليه من كل مكان وشرح كتاب كلستان وكتاب بوستان وشرح ديوان حافظ الشيرازي وشرح كتاب شبستان خيال وشرح عدة رسائل في فن المعمي وقدترجم عدة كتب بالتركي كالموجز من الطب وروض الرياحين من المحاضرات وقد بلغ عمره الى اثنتين وسبعين سنة كتب الله له الف حسنة
ومن علماء هذا الاوان المولى محيي الدين الشهير بجرجان
نشأ رحمه الله في قصبة اق يازي وطلب العلم وخرج من هذه البلاد فاجتمع بافاضل عصره واستفاد منهم المولى مصلح الدين المشتهر بطاشكبري زاده والمولى محمد شاه الشهير بداية ثم صار ملازما للمولى خير الدين معلم السلطان ففاز بحظ الظهور من بين الاقران ثم درس بالمدرسة القزازية في بروسه بخمسة وعشرين ثم مدرسة امير سلطان بثلاثين ثم قره كوز باشا بقصبة فلبه باربعين ثم مدرسة علي باشا بقسطنطينية بالوظيفة المسفورة ثم مدرسة كيزة
صفحه ۳۴۵