عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان
عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان
پژوهشگر
د محمود رزق محمود (جامعة المنيا) [ت ١٤٤٠ هـ]
ناشر
مطبعة دار الكتب والوثائق القومية
محل انتشار
القاهرة
ژانرها
تاریخ
[حين] (^١) دخل أسد الدين إلى مصر في أول مرة، بأنه يظفر بمصر، وتكون الدعوة لبني العباس بها على يده.
وقيلت في ذلك الزمان أشعار في هذا منها: قصيدة شمس المعالي أبي الفضائل الحسين بن محمد بن بركات، وكان حاجب ابن هبيرة، قالها حين سمع تأويله المنام (^٢):
لتَهْنَك يا مَولَى الأنَامِ بِشَارةً … بها سَيفُ دين الله بالحقِّ مُرهَفُ
ضَربْتَ بها هَامَ الأعادِي بهِمَّةٍ … تَقَاصَر عنْها السّمْهريُّ المثَقَّفُ
بَعثْتَ إلى شَرقِ البلاد وغَرْبها … بُعوثًا من الآراءِ تُحْيى وتُتْلِفُ
فقامتْ مقامَ السّيفِ والسَّيْفُ قَاطِرٌ … ونابتْ مَنَابَ الرمْحِ والرمحُ يَرْعُفُ
وقُدْت لها جيشًا مِن الروْع هائلًا … إلى كل قلبٍ من عِداتِك يَرجُفُ (^٣)
ملكتَ به أقصى المغَاربِ عُنْوةً … وكادتْ بمنْ فيها المشَارقُ تَزْحَفُ (^٤)
ليهْنَك يا مولاى [فتحا] (^٥) تتابعتْ … إليك به حُوصُ الركائِب تُوجَفُ
أخذْتَ به مصرا وقَد حَال دونَها … من الشركِ [ناسٌ] (^٦) في لُهى الحقِّ تُقْذفُ
وقد دَنّسَتْ مِنها المنابرَ عُصْبَةٌ … يعافُ التُّقىَ والدّينُ منهم ويأنَفُ
فَطَهَّرهَا مِن كُلّ شِركٍ وبدعةٍ … أغرٌّ غَرِيرٌ بالمكارِمِ يُشْغَفُ
فعَادتْ بِحمْد اللهِ بِاسْمِ إمَامِنا … تَتِيهُ على كلِّ البلادِ وتَشْرُفُ
ولا غَرْوَ أنْ دَانت ليُوسفَ مِصْرُه … وكانت إلى علْيائهِ تَتَشَوّفُ
تملّكَها من قَبضَةِ الكُفْرِ يُوسُف … وخَلَّصَها مِن عُصْبَة الرفضِ يُوسفُ
_________
(^١) "حتى" في الأصل. وما بين الحاصرتين من الروضتين، جـ ١ ق ٢، ص ٥٠٠ وهو أولى.
(^٢) ذكر الدكتور/ محمد حلمى محمد أحمد أنه بهامش أصل الروضتين تعليق نصه: حاشية. قال المؤلف: أول هذه القصيدة: لعل حداة الركب أن يتوقفوا … ليشفي غليلًا بالمدامع مدنف. انظر: الروضتين، جـ ١ ق ٢، ص ٥٠٠، حاشية (٣).
(^٣) "يزحف" في الروضتين، جـ ١ ق ٢، ص ٥٠٠.
(^٤) "ترجف" في الروضتين، جـ ١ ق ٢، ص ٥٠٠.
(^٥) "فتح" في الأصل، والمثبت من الروضتين، جـ ١ ق ٢، ص ٥٠١.
(^٦) "أناس" في الأصل. والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ب، الروضتين، جـ ١ ق ٢، ص ٥٠١.
1 / 93