٦٦٥ هـ / ١٢٦٧ م. وهذا الكتاب سجل فيه أبو شامة أغلب ما كتبه ابن أبي طي -فتاريخ ابن أبي طي مصدر على جانب كبير من الأهمية، لأنه تناول بعناية ودقة تاريخ العالم الإسلامي كله، وأعطى مدينة حلب قدرًا ملحوظًا من اهتمامه، وذكر حاجي خليفة أن ابن أبي طي رتب تاريخه على طريقة الحوليات (^١). وقد فُقدت كتب ابن أبي طي، والفضل يرجع إلى أبي شامة في معرفتنا بما كتبه ابن أبي طي. وقد تميز أسلوب اين أبي طى بأنه مجرد من الزخرف، واقعي، مختصر، مباشر في معالجته للموضوعات.
وترجع أهمية كتاب "الروضتين" أيضا إلى أنه نقل لنا ما كتبه العماد الكاتب في كتابه "البرق الشامي"، وهذا الكتاب الأخير فقدت معظم مجلداته، ولا يوجد منه سوى الجزء الثالث والجزء الخامس بمكتبة البودليان بجامعة أكسفورد.
كذلك أخذ العيني من كتاب "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" المعروف بسيرة صلاح الدين، لابن شداد - (بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن شداد) المتوفى سنة ٦٣٢ هـ / ١٢٤٣ م. وأهمية هذا الكتاب بالنسبة للعيني أن ابن شداد كان من بين معية صلاح الدين؛ التحق بخدمته سنة ٥٨٤ هـ / ١١٨٨ م، ولم يفارقه في سلم أو حرب منذ ذلك التاريخ وحتى وفاة صلاح الدين سنة ٥٨٩ هـ/ ١١٩٣ م.
لذلك كان ابن شداد شاهد عيان على العصر، وهو يوضح ذلك بقوله في حوادث سنة ٥٨٤ هـ حيث قال: "منذ هذا التاريخ ما سطرت إلا ما شاهدته أو أخبرني به من أثق به خبرًا يقارب العيان". وقد ولاه صلاح الدين قضاء العسكر وقضاء القدس بعد فتحها. ولما توفي صلاح الدين اتصل ابن شداد بالملك الظاهر بن صلاح الدين صاحب حلب.
نسخ المخطوطة:
للمخطوطة نسخ عديدة اعتمدنا على نسختين؛ رمزنا للنسخة الأولى بالرمز (أ)، وللنسخة الثانية بالرمز (ب) وهي النسخة المساعدة.
_________
(^١) حاجي خليفة: كشف الظنون، ج ١، ص ٢١٤. ط. أولى.
1 / 29