الجمعة 9 يناير
في المساء جاءتنا هدية خل من الفيوم من طرف الأمير رشوان كاشف، وهو من مماليك مراد بك، وكان له إقطاع بالفيوم. وقال لي أستاذي إنه يحتكر الورد وما يخرج من مائه والخل المتخذ من العنب، ويتجر في البضائع بمراده، ويتحكم في الإقليم تحكم الملاك في أملاكهم وعبيدهم، وذلك قوة واقتدارا.
8
الإثنين 26 يناير
عندما اقتربت من حارتنا شاهدت رجلا يتخبط في سيره مباعدا بين ساقيه. انحط جالسا على الأرض وهو يرفع ذراعيه إلى إبطيه المكشوفين من خروم قميصه. تجمع حوله المارة واقتربت منه. وسمعت لأنفاسه صفيرا غريبا. ثم صرخ وتقيأ بتعسر وهو يصيح: أنا عطشان، عطشان. قال أحد الواقفين: إن الرجل مطعون. فأسرعنا بالابتعاد.
الأحد 15 فبراير
بدأ أمر الطاعون فانزعج الفرنساوية من ذلك وجردوا مجالسهم من الفرش وكنسوها وغسلوها، وشرعوا في عمل كرنتيلات. وفي كل يوم يموت من الكائنين منهم بالقلعة الثلاثون والأربعون فينزلون بهم على الأخشاب إلى أن يخرجوا من باب القرافة، فيلقونهم في حفر عميقة ويهيلون عليهم التراب.
واشتهر أيضا أنه وردت عليهم أخبار بوصول مراكب إنجليز جهة أبي قير.
الجمعة 6 مارس
اجتمع أهل الديوان على العادة، وقال الوكيل إن المراكب التي حضرت إلى الإسكندرية، وهي نحو مائة وعشرين مركبا قد رجعت. فقيل له: وما هذه المراكب؟ قال: فيها طائفة من الإنجليز وصحبتهم جماعة من الأروام، وليس فيها مراكب كبار إلا قليل.
صفحه نامشخص