وقول الآخر:
وتريك عرنينا به شمم
أقنى وخدا لونه ورد
وقول الفرزدق:
في كفه خيزران ريحه عبق
من كف أروع في عرنينه شمم (2)
الأنف اليوناني: سمي بذلك لتغلبه في اليونانيين، وهو مستو، يكاد يكون هو والجبين على خط واحد لولا انحدار خفيف تحت الحاجبين، مثل أنف إسكندر الأكبر شكل
33
وهو دليل الدقة والأناقة وسلامة الذوق في الفنون الجميلة مع حب الجمال بأنواعه، كذلك كان اليونان، وتشهد بذلك آثارهم وتواريخهم، ولا يستلزم ذلك أن تكون تلك الخلال عامة فيهم، ولكنها غالبة في أكثرهم، وخصوصا في نسائهم، وهو الأنف اليوناني من أقدم أزمانه إلى اليوم، وممن كان أنفه يونانيا من مشاهير المحدثين غير اليونان ملتون الشاعر الإنكليزي وسبنسر ورافائيل المصور الإيطالي وكلود وبيرون وشيلي وغيرهم من أرباب الفنون الجميلة، واشتهر من صاحبات هذا الأنف كاترينة الثانية إمبراطورة الروس، وإيزابلا دي كاستيل وبياتريس، وهو أجمل ما يكون في المرأة، ويناسب ما فطرت عليه من الرقة وسلامة الذوق، فصاحبة هذا الأنف سواء كانت في القصور أو في الأكواخ فإن الجمال يتجلى في كل ما يحيط بها، والذوق يظهر في ثيابها وأثاث بيتها، وقد تزين قاعتها بأزهار حقيرة فيخيل لك أنها مزدانة باللؤلؤ والياقوت، وربما كست وسائدها بالكتان وأنت تحسبه حريرا، وترى عليها الثوب القطن فتحسبه ديباجا.
شكل 33: إسكندر الأكبر.
صفحه نامشخص