ولهذا المزاج تنوعات وفروع لا محل لتفصيلها، ومن أوضح أبدان أصحاب المزاج العضلي صور المصارعين الرومانيين شكل
17 .
شكل 17: مصارعو الأسود. (2)
المزاج الحيوي: يمتاز أصحاب هذا المزاج بقوة أعضائهم الغذائية ومقرها في الأحشاء؛ ولذلك كان الجذع فيهم عريضا كبيرا بالنظر إلى الأطراف، ويغلب في أعضائهم الاستدارة، وجوههم مستديرة، ومناخيرهم واسعة، وأعناقهم قصيرة، وأكتافهم عريضة ومستديرة، وصدورهم رحبة، وأذرعتهم ممتلئة، وأكفهم قصيرة، والبشرة فيهم محمرة غالبا، والوجه مشرق بابتسام، والشعر ناعم حريري أسود أو مائل إلى السواد، والعينان رشيقتان سوداوان أو زرقاوان، والأنف عريض شكل
18 .
شكل 18: سيلاس رايت مثال المزاج الحيوي.
وهم ميالون إلى الرياضة، لا يستطيعون البطالة، فتراهم دائما في شغل، ولكنهم يفضلون الاشتغال باللهو على الأعمال الشاقة، وهم أهل نشاط وهمة واندفاع وحمية وذكاء وسرعة خاطر مع تقلب وتردد، يحفظون سريعا وينسون سريعا، ذكاؤهم أكثر من ثباتهم ، وظواهرهم أكثر من بواطنهم، وهم أهل عواطف، ولكنها تهب عاجلا وتخمد عاجلا، ويغلب فيهم الميل إلى اللهو والترف والتأنق في المأكل والمشرب، وعندهم «أن الإنسان يجب أن يتمتع بكل ملاذ الحياة ما دام حيا» ومن أسباب السعادة عندهم أن يبقوا أحياء، ويكثر أصحاب هذا المزاج في إنكلترا. (3)
المزاج العصبي: وهو كالمزاج العصبي في التعريف القديم، ومرجعه إلى تغلب المجموع النخاعي الشوكي وخصوصا الدماغ، وصاحبه رقيق الجسم، كبير الرأس، بيضي الوجه، بارز الجبهة عريضها، براق العينين، دقيق العنق، متوسط الصدر، إذا نظرت إلى مجمله رأيته أقرب إلى اللطف والدماثة مما إلى القوة والخشونة، وهو ناعم الشعر أسوده، أملس البشرة، حاد الصوت متنوعه، ويكثر هذا المزاج في النساء، فالمرأة العصبية يغلب فيها الجمال وخفة الروح، ولكنها تشتهي استدارة الزندين وانتفاخ الخدين وامتلاء الجسم.
شكل 19: الأستاذ طولوك مثال المزاج العصبي.
ومن أخلاق صاحب هذا المزاج شدة الإحساس وسلامة الذوق وحب الجمال الطبيعي والصناعي وسرعة الانتباه مع سرعة الخاطر وقوة العواطف وحدة الذهن ودقة الشعور، وهو مزاج أرباب الفنون الجميلة وخصوصا الشعراء، والمزاج العصبي آخذ في الانتشار اليوم في العالم المتمدن؛ نظرا لاشتغال الناس بعقولهم وإهمالهم أبدانهم وخصوصا النساء.
صفحه نامشخص