علم أدب النفس: أوليات الفلسفة الأدبية
علم أدب النفس: أوليات الفلسفة الأدبية
ژانرها
السرور
رأيت فيما تقدم أن السرور مصاحب للغاية وملازم لها، أو هو الغاية بعينها في نظر السروريين، فلا بد من الإسهاب في أحواله وأحكامه؛ لأنه يكاد يكون بيت القصيد في مجرى الفعل. (1) ماهية السرور
السرور:
1
هو شعور جسدي أو عقلي بما أحدثه الفعل من إرضاء للشهوة جسدية أو عقلية؛ فالشبع سرور لأنه سد الجوع، والصدق سرور لأنه أرضى الضمير، والفوز سرور لأنه أرضى الطمع بالشهرة، والربح سرور لأنه أرضى شهوة النفس للمال إلخ. (1-1) اللذة والألم
وللسرور فعل سلبي، وهو الألم أو الكآبة على الأقل. وفي كل ظرف من ظروف الأفعال لا بد من أحد الوجهين: إما اللذة، أو الألم. وحيث لا لذة ولا ألم فلا ظرف، فإنما أنت مسرور أو متألم في الظرف الذي أنت فيه. ولا محل للكلام في الظرف الذي لم تنتقل إليه أو لم توجد فيه.
فإذا كنت جائعا كنت شاعرا بألم الجوع، ومتى أكلت وشبعت حل السرور محل الألم، فالفعل ينتقل بك من حالة الألم إلى حالة اللذة؛ هو فرار من الألم إلى اللذة. والغريزة التي هي مجموعة الأخلاق أو مصدرها إنما هي المحرك الأساسي لهذا الانتقال من الألم إلى اللذة.
وهنا عدنا إلى النقطة الجوهرية التي ألمعنا إليها آنفا؛ وهي: هل اللذة هي نفس الغاية التي يتجه إليها الفعل برفقة القصد؟ (1-2) حالات السرور الظرفية
لنبحث في طبيعة السرور نفسه.
للسرور ثلاث حالات - كما ذكرها روجرس في كتابه «نظرية الآداب»: أولا: السرور الذي منحنا إياه الفعل في الماضي، ثانيا: السرور الذي ننتظر أن يمنحنا إياه الفعل في المستقبل، ثالثا: السرور الذي نتصور في الحاضر توقعه في المستقبل.
صفحه نامشخص