1 ( التضعيف من جهة الحفظ )
وقد تكلم بعض أهل الحديث في قوم من جلة أهل العلم وضعفوهم من قبل حفظهم ووثقهم آخرون من الأئمة بجلالتهم وصدقهم وإن كانوا قد وهموا في بعض ما رووا قد تكلم يحيى بن سعيد القطان في محمد بن عمرو ثم روى عنه حدثنا أبو بكر عبد القدوس بن محمد العطار البصري حدثنا علي بن المديني قال سألت يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو بن علقمة قال تريد العفو أو تشدد فقال لا بل أشدد قال ليس هو ممن تريد كان يقول أشياخنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال يحيى وسألت مالك بن أنس عن محمد بن عمرو فقال فيه نحو ما قلت قال علي قال يحيى ومحمد بن عمرو أعلى من سهيل بن أبي صالح وهو عندي فوق عبد الرحمن بن حرملة قال علي فقلت ليحيى ما رأيت من عبد الرحمن بن حرملة قال لو شئت أن ألقنه لفعلت قلت كان يلقن قال نعم قال علي ولم يرو يحيى عن شريك ولا عن أبي بكر بن عياش ولا عن الربيع بن صبيح ولا عن المبارك بن فضالة قال أبو عيسى وإن كان يحيى بن سعيد القطان قد ترك الرواية عن هؤلاء فلم يترك الرواية عنهم أنه اتهمهم بالكذب ولكنه تركهم لحال حفظهم ذكر عن يحيى بن سعيد أنه كان إذا رأى الرجل يحدث عن حفظه مرة هكذا ومرة هكذا لا يثبت على رواية واحدة تركه وقد حدث عن هؤلاء الذين تركهم يحيى بن سعيد القطان عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من الأئمة قال أبو عيسى وهكذا تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي صالح ومحمد بن إسحاق وحماد بن سلمة ومحمد بن عجلان وأشباه هؤلاء من الأئمة إنما تكلموا فيهم من قبل حفظهم في بعض ما رووا وقد حدث عنهم الأئمة حدثنا الحسن بن علي الحلواني أخبرنا علي بن المديني قال قال سفيان بن عيينة كنا نعد سهيل بن أبي صالح ثبتا في الحديث حدثنا بن أبي عمر قال قال سفيان بن عيينة كان محمد بن عجلان ثقة مأمونا في الحديث قال أبو عيسى وإنما تكلم يحيى بن سعيد القطان عندنا في رواية محمد بن عجلان عن سعيد المقبري أخبرنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال قال يحيى بن سعيد قال محمد بن عجلان أحاديث سعيد المقبري بعضها سعيد عن أبي هريرة وبعضها سعيد عن رجل عن أبي هريرة فاختلطت علي فصيرتها عن سعيد عن أبي هريرة فإنما تكلم يحيى بن سعيد عندنا في بن عجلان لهذا وقد روى يحيى عن بن عجلان الكثير قال أبو عيسى وهكذا من تكلم في بن أبي ليلى إنما تلك فيه من قبل حفظه قال علي قال يحيى بن سعيد القطان روى شعبة عن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم في العطاء قال يحيى ثم لقيت بن أبي ليلى فحدثنا عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى ويروى عن بن أبي ليلى نحو هذا غير شيء كان يروى شيئا مرة هكذا ومرة هكذا يعني الإسناد وإنما جاء هذا من قبل حفظه وأكثر من مضى من أهل العلم كانوا لا يكتبون ومن كتب منهم إنما كان يكتب لهم بعد السماع وسمعت أحمد بن الحسن يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول بن أبي ليلى لا يحتج به وكذلك من تكلم من أهل العلم في مجالد بن سعيد وعبد الله بن لهيعة وغيرهم إنما تكلموا فيهم من قبل حفظهم وكثرة خطئهم وقد روى عنهم غير واحد من الأئمة فإذا انفرد أحد من هؤلاء بحديث ولم يتابع عليه لم يحتج به كما قال أحمد بن حنبل بن أبي ليلى لا يحتج به إنما عنى إذا تفرد بالشيء وأشد ما يكون هذا إذا لم يحفظ الإسناد فزاد أو نقص أو غير الإسناد أو جاء بما يتغير فيه المعنى
صفحه ۷۴۴