وفي قوسه منزع للسهام
فإن المنية فاجأت هذا البطل سنة 1661.
تولى بعده الصدارة كوبريلي أحمد باشا ابنه الأكبر، فكان خير شبل لخير أسد.
هو ذلك الرجل الذي توجنا باسمه الجليل (الفصل الأول)، وهو أيضا قد اتبع سياسة الوحدة، فكان لا يحيد عنها قيد شبر.
ابتدأ في جهاده لرفعة المملكة العثمانية بتجريد جيش يبلغ عدده نيفا ومائتي ألف مقاتل وهاجم النمسا والمجر.
وما بلغ هذا الخبر مسامع فرنسا حليفة الأتراك بالأمس حتى أرسل لويس الرابع عشر ثلاثين ألف مقاتل ليساعدوا النمسا بالنسبة لما أبداه كوبريلي محمد باشا من قطع العلائق معه واتباع ابنه سياسته.
كان قائد النمساويين في ذلك الوقت منثكوكولي الإيطالي، فانتصر على الأتراك بعد واقعة شابت لهولها ناصيته، وتلك هي واقعة سان جوتار على نهر الراب.
ولكن رغما عن هذا الانتصار فإن الفوز الحقيقي كان في جانب الأتراك.
فقد خاف الإمبراطور ليوبولد إمبراطور النمسا وقتئذ سطوة لويس وتداخله؛ فعقد صلحا أبرمه مع أحمد باشا في مدينة فاسفار سنة 1664.
فنال أحمد في هذا الصلح حصنا في المجر، واحتلال ترانسلفانيا أدار بعد ذلك هذا البطل وجهه فوجد أن الأتراك أراقوا دماءهم الزكية في جزيرة كريت، وأن فنسيا قد احتلتها. فجرد جيشا، وحاصرها سنة 1669، وهاجم القائد الفنيسي مروسيني واضطره للتسليم وعمل صلح.
صفحه نامشخص