تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
ژانرها
يؤسفني أن الأمر سيتطلب نفقات كثيرة في البداية. إن هنزلو شديد المعارضة لفكرة أخذ الكثير من الأغراض؛ إذ إن ذلك هو الخطأ الذي يقع به جميع الرحالة اليافعين. إنني أكتب وكأن الأمر قد تقرر، لكن هنزلو يخبرني بألا أتخذ قراراي «بأي حال من الأحوال»، حتى أخوض محادثات طويلة مع القبطان بوفورت والقبطان فيتزروي. إلى اللقاء. سأكتب إليك باستمرار. أرسلي إلي على العنوان: 17 سبرينج جاردنز. لا تخبري «أحدا» في شروزبيري الآن. يجب أن تفعلي ذلك.
تشارلز داروين
لقد كنت مرهقا للغاية في هذا المساء الذي قضيته في شروزبيري، حتى إنني لم أشكر أيا منكم على لطفكم ، ولو حتى بنصف مقدار ما شعرت به.
خالص مودتي إلى أبي.
إن السبب في رغبتي بعدم إخبار الناس في شروزبيري، هو أن ذلك سيجعل الأمر أكثر سهولة إن لم أذهب.
من تشارلز داروين إلى الآنسة إس داروين
17 سبرينج جاردنز، الاثنين [5 سبتمبر 1831]
ليس لدي سوى القليل من الوقت؛ فما لدي وقت أضيعه في إعادة كتابة الخطابات؛ لذا فلتعذريني في إحضار الخطاب السابق وتعديله. لقد كتبت الخطاب السابق في الصباح، وفي منتصف اليوم، تسلم وود خطابا من القبطان فيتزروي، والذي علي أن أقر بأنه كان «مباشرا» للغاية كما أنه كان يعكس «نبل أخلاقه»، غير أنه كان يعارض ذهابي بدرجة كبيرة؛ حتى إنني تخليت عن الأمر في الحال، وكذلك فعل هنزلو قائلا إنه يرى أن بيكوك قد «أخطأ بشدة»؛ إذ أخفق كثيرا في توضيح الأمور.
نادرا ما كنت أفكر من قبل في الذهاب إلى المدينة، لكنني ها هنا الآن. والآن سأقص عليك المزيد من التفاصيل، وهي تفاصيل مبشرة. القبطان فيتزروي موجود [في] المدينة، وقد رأيته. من العبث أن أحاول مديحه بالقدر الذي أشعر بأنني أرغب فيه؛ إذ إنك لن تصدقيني. والأمر الوحيد الذي أثق به، هو أنني لن أجد من هو أكثر منه صراحة معي ولطفا تجاهي. يبدو أنه قد وعد بأن يصطحب معه صديقا، لكنه لن يستطيع الذهاب بسبب العمل، وقد تلقى الخطاب الذي يفيد بذلك قبل أن أدخل عليه بخمس دقائق فقط، مما يجعل الأمور أفضل كثيرا لي؛ إذ إن الحاجة إلى غرفة كانت من أكبر اعتراضات فيتزروي. إنه يعرض علي أن نتشارك كل شيء في مقصورته إن أردت الذهاب، وكذلك جميع سبل الراحة التي يمكنني أن أحظى بها، لكنها لن تكون كثيرة. وهو يقول إن أكثر ما سيغمه على الإطلاق هو أن أقيم معه في غرفته إن لم أكن أشعر بالارتياح، ولأننا سوف نكون معا في سفينة صغيرة، فقد رأى أن من واجبه أن يوضح الحال الأسوأ في كل شيء. أعتقد أنني سأذهب يوم الأحد إلى بليموث لرؤية السفينة.
إنه يتمتع بقدر كبير من الجاذبية في سلوكه وطريقته في معالجة صلب الموضوع. وهو يقول إنه سيكون علي أن أعيش كفافا إن عشت معه؛ دون نبيذ مع الاكتفاء بأبسط الوجبات. إن الأمور ليست كما يصفها بيكوك بالطبع، والقبطان فيتزروي ينصحني بألا أتخذ قراري الآن، لكنه يعتقد جديا بأن الرحلة ستحمل لي من الاستمتاع أكثر مما ستحمله من متاعب. لن تبحر السفينة حتى العاشر من أكتوبر، وهي تحمل ستين رجلا، منهم خمسة ضباط أو ستة وغيرهم، لكنها سفينة صغيرة. ستظل السفينة في مهمتها لمدة ثلاثة أعوام على الأرجح. وسيكون علي أن أدفع مقابل طعامي كما يدفع القبطان نفسه؛ ثلاثين جنيها في العام، ويقول فيتزروي إنني إن أنفقت خمسمائة جنيه بما في ذلك نفقات تجهيزاتي، فسوف يكون ذلك في منتهى الإفراط. وأما الأخبار الأسوأ، فهي أن الدوران حول العالم ليس «أكيدا»، لكن الفرصة لذلك ممتازة للغاية. وأنا لن أحسم أمري إلى أن يتم تحديد هذا الأمر، ولعلك ترين أنه بعد جميع هذه التغيرات العديدة التي مرت بي؛ فلن يقودني في عملية اتخاذ القرار سوى عقلي.
صفحه نامشخص