145

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

ژانرها

أعتقد أنني لم أكون سوى صداقة واحدة جديدة مؤخرا، وهي صداقة آر تشيمبيرز؛ وقد تلقيت للتو نسخة من الطبعة السادسة لكتاب «بقايا». وأشعر الآن باقتناع تام على نحو ما أنه هو المؤلف. إنه في فرنسا، ويراسلني من هناك.

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون [1847؟] ... يسرني ما سمعته عن اعتقاد برونيار أن السيجلاريا نبات مائي، وأن بيني يعتبر الفحم نوعا من الخث تحت المائي. أراهن بخمسة مقابل واحد أن هذا الأمر سيصير معترفا به بوجه عام خلال عشرين عاما [وهي نبوءة لم تتحقق]، ولا أكترث لأي صعوبات أو تعذرات متعلقة بعلم النباتات في هذا الشأن. إن كان بإمكاني إقناع نفسي أن السيجلاريا ومثيلاتها تمتعت بنطاق كبير من العمق؛ بعبارة أخرى، كانت تستطيع العيش على عمق يتراوح من خمس لمائة قامة تحت الماء، فستنكشف كل الصعوبات بكل أنواعها تقريبا (استنادا للحقيقة البسيطة التي مفادها أن البحر الضحل العادي الموحل يدل على القرب من اليابسة). (ملحوظة: ينتابني الضحك حين أتخيلك وأنت تتهكم بشأن هذا طوال هذا الوقت.) وعدم وجود أصداف في الفحم ليس بالمشكلة الكبيرة، إذا وضعنا في الاعتبار أن عمق الوحل لا يناسب أغلب الرخويات، وأن الأصداف غالبا ستتآكل من حمض الهيوميك، كما يبدو أنه حدث في الخث وفي العفن «الأسود» (كما يخبرني لايل) الذي في نهر المسيسيبي. وهكذا تكون مسألة الفحم قد حسمت - وهو المطلوب إثباته. ولتتهكم بعيدا!

أشكرك شكرا جزيلا على خطاب الترحيب الذي أرسلته من كامبريدج، وإنني مسرور أن جامعتي لاقت استحسانك، وهي التي أحتقرها من أعماقي كمكان للتعليم، ولكن أحبها للذكريات السعيدة الكثيرة التي لي هناك ...

شكرا على عرض إعارة «ذا فايتولوجيست»؛ سأكون ممتنا للغاية لذلك؛ فلا أعتقد أنني قد أستطيع اقتراضها من أي شخص آخر. لن أنخدع كثيرا بثنائك، لكنني لا أعتقد أنني أضعت كتابا قط أو سهوت عن إرجاعه لفترة طويلة من الزمن. إن كتاب «ويب» الخاص بك غلف جيدا، وكتب عليه اسمك بحروف كبيرة «من الخارج».

وصل مجهري الجديد («لعبة مذهلة» كما يدعوه المحنك آر براون)، وإنني سعيد به؛ فهو حقا لعبة مذهلة. لقد بقيت في لندن مدة ثلاثة أيام ، ورأيت العديد من أصدقائنا. كذلك أحزنني كثيرا سماعي خبرا غير طيب عن السير ويليام. الوداع يا عزيزي هوكر، ولتكن فتى مطيعا، وعد السيجلاريا من النباتات تحت المائية.

صديقك إلى الأبد

سي داروين

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون [6 مايو، 1847]

صفحه نامشخص