السبب الرئيس إذن لطلب هذه الأشياء جميعا هو الخيرية؛ لأن ما ليس خيرا لا يمكن لأحد أن يرغب فيه، وإذا كان الناس يتوقون أحيانا إلى ما ليس خيرا فلاعتقادهم الخاطئ أنه خير.
ينتج من ذلك أن هناك مبررا لأن نعتقد أن الخير هو النقطة المحورية التي تتعلق بها كل المساعي والدوافع، فالرغبة الحقة إنما هي في الشيء الذي يدفع الناس إلى طلب هذا الشيء أو ذاك: فالذي يريد أن يمارس الفروسية من أجل الصحة الجيدة فإنه لا يرغب في حركة ركوب الخيل بحد ذاتها بل يرغب بالأحرى في الصحة التي يحصلها من ذلك، وما دام الناس يرغبون في كل الأشياء من أجل الخير الذي فيها، فلا أحد يرغب فيها بقدر ما يرغب في الخير نفسه، ولكننا اتفقنا أن الغاية من طلب الأشياء هي السعادة، إذن من الواضح البين أن الخير ذاته والسعادة متماهيان.»
ب : «هذا كلام لا يقبل الطعن.»
ف : «ولكننا أثبتنا أن الله والسعادة شيء واحد.»
ب : «نعم.»
ف : «للمرء إذن أن يستنتج أن جوهر الله أيضا إنما يكمن في الخير نفسه وليس في أي شيء آخر.»
هلموا إلي يا كل أسارى الرغبة،
المصفدين في أغلالها الفظة،
تلك الشهوات الغادرة التي تعشش في العقول الأرضية،
هنا سوف تجدون انعتاقا من العنت المضني
صفحه نامشخص