بازگشت مرگ سیاه: خطرناکترین قاتل تاریخ
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرها
سمعت في ذلك اليوم أن نادلي باين المسكين دفن طفلا، وأنه هو نفسه ينازع الموت. وسمعت أن عاملا أرسلته اليوم التالي كي يتقصى كيف أصبح الحال هناك مات بسبب الطاعون، وأن أحد الملاحين الذين يعملون لدي والذي كان يقلني بالقارب بصفة يومية مرض بمجرد أن رسا بي صباح يوم الجمعة الماضي، بعدما أمضيت الليل بطوله في المياه، وقد مات بسبب الطاعون. تناهى إلى مسامعي أن القبطانين لامبرت وكاتل قد قتلا لدى الاستيلاء على تلك السفن، وأن السيد سيدني مونتاجيو يعاني من حمى شديدة بمنزل الليدي كارتريت بقاعة سكوت. سمعت أن السيد لويس لديه ابنة أخرى مريضة. وأخيرا أصابني خبر فقد خادمي دبليو هيور وتوم إدواردز أبويهما جراء الطاعون هذا الأسبوع بحزن بالغ، وثمة سبب وجيه لهذه الكآبة.
العشرون من سبتمبر:
اتجهت إلى منطقة لامبيث. يا له من مشهد حزين عندما لا ترى أية قوارب على صفحة النهر، والعشب يكسو كل أرجاء قصر وايت هول، والشوارع خالية تماما إلا من البؤساء!
السادس عشر من أكتوبر:
اتجهت إلى البرج، كم كانت الشوارع خالية وكئيبة، فقراء مرضى كثيرون تملؤهم القروح في الشوارع. لقد أخبروني أنه لا يوجد طبيب واحد في ويستمنستر، فقط صيدلاني واحد هو من بقي على قيد الحياة، الجميع لقوا حتفهم.
مكث في لندن أيضا في تلك الآونة توماس فينسنت الخادم السابق بكنيسة القديسة مريم المجدلية الكائنة في شارع ميلك، وقد خط كتاب «صوت الله المرعب في المدينة»، الذي وصف من جديد المشهد بوضوح:
لكم كانت الزيادة في عدد الوفيات مرعبة في شهر أغسطس! الآن السحب شديدة السواد، وتعصف بنا الرياح العاتية بقوة بالغة. الآن يطوف الموت شوارعنا على صهوة جواده الباهت في زهو وانتصار، ويقتحم كل منزل حيثما يجد مقيمين فيه. في ذلك الوقت، كان الناس يرتجفون بسبب الرياح العاتية. الآن ثمة عزلة موحشة في شوارع لندن، يبدو كل يوم وكأنه يوم سبت [بوصفه يوم راحة وعبادة] يعامل بهيبة أكثر مما هو معتاد في المدينة. الآن المتاجر مغلقة، لا ترى سوى قليل من الأفراد يجولون في المدينة، حتى إن العشب بدأ ينبت في بعض الأماكن، وقد عم كل الأرجاء تقريبا سكون عميق، بالأخص بداخل جدران المدينة، فلا خيول متبخترة ولا عربات مطقطقة، وليست هناك صيحات نداء على الزبائن، ولا معروضات من البضائع، لا يسمع صدى صيحات لندن في الآذان. وإن وجدت أي أصوات، فإنها كانت أنات الأفراد الذين ينازعون الموت الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وأجراس النعي التي تعلن أن الجثث جاهزة لنقلها إلى قبورها، يمكننا أن نتحدث دون توقف عما رأينا وسمعنا: فالبعض كانوا في غمرة جنونهم ينهضون من فراشهم ويتقافزون في أنحاء غرفهم، والبعض الآخر يصرخون ويزمجرون من نوافذهم، والبعض الثالث يخرجون شبه عراة إلى الشوارع. (3) أشباح الموت: ممرضو الطاعون والحراس المخيفون
توضح يوميات بيبس، كما هو الحال مع الطواعين السابقة، أن كل من استطاع الهروب فر من لندن، إلا أنه لم يكن بمقدور أفراد الطبقات الأرق حالا في الضواحي الشعبية على جانبي نهر التيمز فعل ذلك، وكانوا هم من عانوا أكثر من غيرهم. توقفت عملية التوظيف لدى رحيل الأثرياء، ومن ثم توقفت أغلب الأجور، وعليه فقد أضيف سوء التغذية والموت جوعا فوق المحن التي عانى منها الشعب.
كان موقفهم ميئوسا منه للغاية حتى إن البعض اضطر إلى مباشرة الأعمال الخطيرة المتمثلة في وظيفة حراس البيوت المغلقة على مدار الليل والنهار، ودافني الموتى، وممرضي الطاعون المخيفين الذين كانت تتولى السلطات تعيينهم، والذين كان يقال إنهم كانوا يسهمون في الموت المبكر لمرضاهم. قال فينسنت: «كان الأفراد المصابون بالطاعون يخشون ممرضي الطاعون أكثر من الطاعون نفسه.» ليس هذا غريبا؛ فهؤلاء الممرضون لم يكن لديهم أية مهارات أو خبرة في التمريض، وفي معظم الأحوال كانوا شخصيات مريبة. كانت الأبرشية هي التي تدفع أجورهم، وكانت هذه الأجور لا تفي بحد الكفاف؛ ومن ثم فكي يسدوا رمقهم اضطروا إلى الاعتماد على فرص السلب والنهب التي تأتي في طريقهم.
كان ديفو أكثر صراحة:
صفحه نامشخص