بازگشت مرگ سیاه: خطرناکترین قاتل تاریخ
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرها
فرض أحد القرارات التي اتخذت جمع تبرعات أسبوعية من كل شارع من أجل تخفيف معاناة كل مصاب فقير. من إجمالي 209 جنيهات إسترلينية و9 شلنات و10 بنسات، كان المبلغ الذي تبرع به المواطنون أنفسهم 14 جنيها إسترلينيا و4 شلنات و10 بنسات فقط، أما المبلغ الأكبر فقد جاء من الصندوق العمومي ومن تبرعات قدمها العديد من أفراد الطبقة العليا. كان الفقراء يتلقون الرعاية دون مقابل أو تكبد نفقات العلاج، إلا أن أولئك الذين كانوا في مستوى يسمح لهم بدفع تكاليف العلاج كان من المتوقع منهم فعل ذلك.
وضعت بوابات المدينة تحت حراسة رجال أمناء يتعين عليهم منع دخول أي شخص معروف بأنه مصاب أو يشتبه في إصابته أو جاء من أي مكان يعتقد أن العدوى قد أصابته، وكان «الأجانب» والشحاذون المتشردون يطردون من المدينة إبان ابتلاءات الطاعون، ولم يكن مسموحا لأحد الدخول دون تصريح من المسئول القضائي بالمدينة، وكانت الحركة بداخل المدينة نفسها محدودة أيضا.
كانت الطبيعة المعدية للمرض مفهومة تماما، وكانت المنازل المصابة مميزة كالعادة بصليب أحمر، «وتظل هكذا إلى أن تفتح مرة أخرى بموجب أمر قانوني». حددت فترة الحجر الصحي بأربعين يوما (كالمعتاد). كان أهل كارلايل على دراية بكل ما يتعلق بالطاعون. لقد أدركوا المخاطر المقترنة بوصول الغرباء واتخذوا تدابير وقائية سليمة لتقليل انتشار المرض بأقصى درجة ممكنة، مثل عزل المصابين في منازلهم.
أجريت الترتيبات اللازمة لدفع رواتب المسئولين وخدام الكنيسة وحاملي الجثث ومتفقدي الجثث، وكان متفقدو الجثث يتقاضون على ما يبدو تعريفة موحدة مقدارها 10 شلنات في الأسبوع. وكان يتقاضى مبلغا مماثلا أولئك الذين كانوا ينظفون المنازل التي مات جميع قاطنيها أو فروا إلى الحقول حفاظا على سلامتهم. كانت أيضا تقدم معونة للناجين من الفقراء، مع أنهم كانوا في حالة اتصال يومي مع المرضى، كما كانت تقدم لأولئك المتعافين من الطاعون.
يعزز هذا استنتاجنا المذكور سابقا بأنه ليس كل من كانوا على احتكاك بالمصابين لقوا حتفهم، فهل كانت لديهم مقاومة للعدوى؟ يشير هذا أيضا إلى أن التعافي من هذا المرض لم يكن مستحيلا.
لا يعرف متى بدأت ممارسة نقل المصابين إلى بيوت الطاعون (التي كانت بمنزلة مراكز عزل بدائية) في كارلايل، بيد أن الممتلكات كانت تنتزع للتعامل مع الطوارئ، وسرعان ما بنيت العديد من مستشفيات العزل خارج أسوار المدينة. وكانت تنفذ أوامر صارمة بشأن دفن الموتى: كانت توفر نعوش خاصة لحمل الجثث، التي كان يتعين دفنها بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة مساء. لم يكن ينقل جثمان إلى أن يعلن قارع الأجراس أنه جرى تجهيز القبر، وكان الشماس يسير أمام حاملي الجثمان ليعظ الناس وهو سائر.
ضرب الطاعون كيندال أول ما ضربها في نفس اليوم الذي ظهر فيه في كارلايل. لا تتوفر تفاصيل كثيرة عن الوباء هناك نظرا لأن سجلات الأبرشية غير مكتملة، لكن من الواضح أن نوبة التفشي في كيندال كانت عنيفة. في تلك الأثناء، توقفت أقسام وثائق التعميد والزواج والدفن من السجلات في الصيف، ولم تستأنف حتى وقت عيد الميلاد. كانت مدة هذه الفجوة خمسة أشهر، وقبل هذه الفجوة ببضعة أشهر، كان هناك بعض أقياد الدفن المميز إلى جانبها في الهامش بحرف
أو
(الحرف الأول أو الحروف الثلاثة الأولى من كلمة طاعون،
plague ، بالإنجليزية).
صفحه نامشخص