بازگشت مرگ سیاه: خطرناکترین قاتل تاریخ
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرها
يصف أيضا السرد التاريخي لجون كلاين الأعراض التي ظهرت على الضحايا: «مات كثيرون من الخراريج والبثور والتقرحات التي ظهرت على سيقانهم وعند آباطهم؛ آخرون ماتوا من آلام في الرأس، كما لو كانوا قد دخلوا في نوبة جنون، وفريق ثالث ماتوا بعد أن تقيئوا دما.» ويقول: إن المرض كان معديا للغاية حتى إن أولئك الذين لمسوا الموتى أو حتى المرضى، كانوا يصابون بالمرض في الحال ويموتون. ويضيف قائلا: إنه كان «يحمل كل من التائب والكاهن الذي يتلقى الاعتراف معا إلى نفس القبر.» هكذا كان الخوف والفزع من الطاعون حتى إنه «لم يجرؤ سوى قلة قليلة من الرجال على الإشفاق على الآخرين، وبالأخص زيارة المرضى ودفن الموتى.»
تصف قصة معاصرة أخرى الحبوب السوداء الصغيرة والبقع المزرقة على الصدر. كانت هذه الأمارة الخاصة والمميزة للطاعون، وكانت تعرف باسم «أمارات الرب». دائما ما كان يتبع الموت ظهورها. كان المرض «سريعا في أداء مهمته؛ فاليوم الناس يتمتعون بوافر الصحة وغدا موتى في القبور.»
ثمة خيط مشترك يجمع بين كل هذه الروايات؛ فنفس المرض بالتأكيد انتشر في كل مكان. (1) عالم ترتعد فرائصه
قد تكون الروايات التي رواها الناجون من الموت الأسود المقتبسة أعلاه مثيرة في بعض المواضع، إلا أنها تتحدث إلينا بوضوح عبر القرون المتخللة، ناقلة شعورا فعليا بالرعب والفزع اللذين استحوذا على أوروبا. يمكننا أن نتصور بسهولة الهلع الذي يتملك الأفراد لدى العثور على بقع نزفية مخيفة أو أمارات الرب على صدورهم؛ إذ كانت هذه شهادة موتهم ونذيرا بأربعة أو خمسة أيام من الآلام المبرحة والجنون والهذيان.
كاد هذا الطاعون يجتاح عالمهم المعروف بأكمله. كانت درايتهم بالطاعون قليلة بحق، لكن هذا الوباء اللعين كان في طريقه لأن يمكث معهم طيلة الثلاثمائة سنة التالية. كانت هذه بمنزلة ضربة ساحقة لحضارتهم - حيث كان عصر النهضة قد بدأ انطلاقته - ضربة لم ير لها مثيل من قبل قط، أو منذ ذلك الحين. لقد كانت حقا أكبر مأساة شهدها تاريخ البشرية، وكان العالم في طريقه إلى أن يتغير إلى الأبد.
ثمة حقيقة واحدة بدهية: أدرك الجميع من البداية أنه كان مرضا معديا بغيضا. كان مألوفا لهم أن يروا أمراضا فتاكة غامضة، إلا أنهم لم يروا شيئا مثل هذا من قبل قط. وقد اتخذوا في الحال خطوات لحماية أنفسهم؛ فقد فروا، وحاول أفراد وبلدات بأكملها عزل أنفسهم، كما أنهم تجنبوا التواصل مع أي من المشتبه في إصابتهم بالمرض.
قرأنا مرارا وتكرارا عن أنه حتى الآباء تركوا أولادهم المحتضرين بلا عناية، وهو شيء يصعب تخيله. لكننا لم نواجه في حياتنا قط شيئا يشبه الرعب الشديد الذي أصاب الناس جراء الموت الأسود، ذلك المرض المعدي الذي ظهر دون سابق إنذار. لم يكن هناك علاج، ولا طريقة لتخفيف الآلام المبرحة، ولا مستشفيات نظيفة يموت فيها المرء بسلام، ولا مسكنات للألم، لم يكن يوجد أي شيء على الإطلاق يمكن للمرء أن يفعله. كان الناس خائفين وعاجزين تماما وهالكين لا محالة إذا احتكوا بشخص مصاب.
هناك أيضا الكثير من الروايات البطولية والتضحيات، روايات عن أشخاص ظلوا في أماكنهم ولم يفروا، عن أطباء وممرضات اعتنوا بمرضاهم وماتوا. والشيء الجدير بالملاحظة، فيما خلا بضعة استثناءات خاصة، أنه لم يحدث خرق كامل للنظام والقانون في إنجلترا.
أشارت دورية «نيو ساينتيست» في فبراير 2002 إلى أنه:
من المحتمل أن يتفوق الإيدز على الموت الأسود باعتباره أسوأ جائحة في التاريخ. في القرن الرابع عشر اجتاح الموت الأسود أوروبا وآسيا موديا بحياة نحو 40 مليون شخص. الآن بعد مرور قرابة السبعمائة عام، يكرر التاريخ نفسه؛ فبنهاية هذا العقد سيكون مرض نقص المناعة البشرية، أو الإيدز، قد حصد أرواح 65 مليون نسمة. ومع أن الملاريا والسل يصيبان الآن أشخاصا أكثر من مرض نقص المناعة البشرية، فإن تأثيرهما الاجتماعي والاقتصادي أقل وطأة من الإيدز.
صفحه نامشخص