بازگشت مرگ سیاه: خطرناکترین قاتل تاریخ
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرها
يعتقد أن فيروس نقص المناعة البشرية نشأ منذ أكثر من مليون سنة من اتحاد فيروسين كانا يصيبان أنواعا مختلفة من القرود. كان الفيروس على الأرجح يعيش بشكل غير مؤذ في الرئيسيات لمئات السنوات ، ويعتقد العلماء أنه قفز إلى البشر في وقت ما بعد عام 1700، ثم تحور إلى شكله الحالي نحو عام 1930. وقد اقتضى تغير الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا بدء انتشار فيروس نقص المناعة البشرية على نطاق واسع من خلال الاتصال الجنسي في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته.
لم تعد أصول المرض تحظى بأي أهمية فعلية، وقد صارت في طي النسيان، وبات معظم الناس يعتبرونه مجرد مرض معد قاتل يصيب البشر.
يختلف وباء فيروس نقص المناعة البشرية عن معظم موجات تفشي الأمراض الناشئة الأخرى؛ يعزى هذا جزئيا إلى فترة حضانته الطويلة إلى حد استثنائي، وأيضا إلى انخفاض معدل العدوى، إلا أن وسائل السفر الحديثة أتاحت للمرض الانتشار في أنحاء العالم. ومع ذلك، فحتى في أكثر المناطق إصابة بالمرض، فإنه يتقدم ببطء شديد، ولا يحتمل أن يتوقف في المستقبل القريب. لطالما حاول العلماء على مدار عقدين من الزمان تقريبا إنتاج لقاح لمكافحة المرض، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل؛ إذ تخيب آمالهم دائما أمام قدرة الفيروس على تغيير تركيبه. ومع ذلك فقد كان من الممكن الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية من الناحية النظرية، بالالتزام بالتدابير الطبية - مثل إبر الحقن المعقمة - والاحتياطات المناسبة أثناء الاتصال الجنسي.
بيد أن حوالي 40 مليون شخص تقريبا في العالم يعيشون الآن بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، منهم 2,5 مليون طفل تحت سن الخامسة عشرة. وكان هناك 5 ملايين حالة إصابة جديدة، وما يزيد عن 3 ملايين حالة وفاة عام 2003.
تظل منطقة جنوب الصحراء الأفريقية المنطقة الأكثر تضررا، حيث يوجد بها 27 مليون مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية و11 مليون طفل يتيم بسبب موت أحد أبويه من الإيدز. وقد أمكن تفادي خطر المجاعات والموت الجماعيين الذي يهدد جنوب أفريقيا نتيجة النقص الشديد في الطعام - حسبما أعلن رئيس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عام 2002 - وذلك نتيجة للتجاوب السريع من العاملين في المساعدات الإنسانية وهيئات المعونة، إلى جانب تقديم المتبرعين الدوليين تبرعات سخية. ومع ذلك، فإن أفريقيا تواجه الآن شيئا مختلفا تماما عن أي شيء شهده العالم مؤخرا؛ فبوتسوانا تحتل أعلى معدل عدوى بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم؛ حيث إن 39٪ من سكانها حاملون للفيروس، وذلك فيما تضم جنوب أفريقيا أعلى أعداد مرضى: 5,3 ملايين مصاب بالمرض، وتتوقع وزارة الصحة في زامبيا أن يموت نصف السكان من الإيدز، وحوالي 25٪ من الأفراد في زيمبابوي مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية. إن الجائحة مستمرة في الخروج عن نطاق السيطرة وتهدد بتمزيق نسيج المجتمع: المستشفيات ترزح تحت ضغط الأعداد الهائلة للمصابين، والأشغال تفقد العاملين، والإنتاج الزراعي يتهاوى.
في أغسطس 2003، أعلنت المنظمة الوطنية الهندية لمكافحة مرض الإيدز أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز في الهند قد ارتفع بنسبة نصف مليون فرد في العام الأخير وحده، وأن إجمالي عدد المصابين به 4,6 ملايين شخص تقريبا. لم يعد المرض قاصرا على قاطني المدن الأكثر عرضة للخطر، مثل متعاطي المخدرات عن طريق الحقن، لكنه بدأ في الانتشار إلى المناطق الريفية. تزداد الجائحة سوءا بشدة في البلدان التي نجت بأقل الخسائر إلى الآن، وبالأخص الصين وروسيا وإندونيسيا، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى تعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي وممارسة الجنس غير الآمن.
بل إن التوقعات بعيدة المدى أكثر رعبا؛ فقد أعادت الأمم المتحدة النظر في توقعاتها بشأن النمو السكاني العالمي؛ إذ تتوقع وفاة قرابة الثلاثمائة مليون شخص بسبب الإيدز في خلال نصف القرن التالي، وهو رقم يماثل تعداد سكان الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 2001، صرحت شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة أنها كانت تتوقع زيادة سكان العالم من 6 مليارات نسمة إلى 9,3 مليارات نسمة بحلول عام 2050. إلا أنه من المتوقع الآن أن يصل التعداد السكاني إلى 8,9 مليارات نسمة فحسب. تبين جائحة فيروس نقص المناعة البشرية بكل وضوح المخاطر المريعة للأمراض الناشئة ما لم يتم السيطرة عليها سريعا لدى بداية ظهورها. قد تكون التدابير الصارمة ضرورية.
ظهرت مؤخرا ملاحظة مثيرة للاهتمام بشأن فيروس نقص المناعة البشرية: يبلغ معدل الإصابة بالإيدز لكل فرد من السكان في المملكة العربية السعودية واحدا في المائة من معدل الإصابة بالمرض في الولايات المتحدة الأمريكية. لا يعلل هذا بزيادة تكرار طفرة سي سي آر 5-دلتا 32 هناك؛ لأنه بين 105 من العرب المتبرعين بالدم المقيمين في السعودية، لم يكن لدى أي منهم الطفرة المزدوجة وشخص واحد فقط كان يحمل الطفرة المفردة. لا بد أن هناك تأثيرات واقية أخرى (غير معروفة في الوقت الحالي) مؤثرة ، فهل يمكن أن يكون الطاعون النزفي ضرب السعودية منذ مئات السنوات، فنتج عن ذلك أن طور الناس هناك مقاومة جينية ذات شكل مختلف؟ وعلى كل حال، كان البشر الأوائل خلال ترحالهم شمالا على طول الوادي المتصدع الكبير من إثيوبيا والسودان يمرون بشاطئ البحر الأحمر، وربما دخلوا شبه الجزيرة العربية عبر شبه جزيرة سيناء والعقبة، وقد رأينا بالفعل أن الطاعون النزفي اخترق شبه الجزيرة العربية في أربعينيات القرن الرابع عشر.
إضافة بشأن فيروس نقص المناعة البشرية: في خلال ما يزيد قليلا عن اثني عشر عاما انخفضت أعداد الأسود الأفريقية من 230 ألف أسد لتصل إلى 20 ألف أسد اليوم؛ ذلك لأن أجهزتها المناعية تحطمت بفعل نسخة فيروس نقص مناعة الأسود. هذا يأتي في صالح الحمير المخططة، لكن الأسود تواجه خطر الانقراض. وهكذا فإن الإنسان ليس وحده الذي يواجه خطر الفيروسات الناشئة. (8) أبشع طريقة لموت الإنسان اليوم
إن فيروسي إيبولا وماربورج مرضان ناشئان فتاكان واسعا الانتشار، يتسمان بعدوى الأنسجة وتلفها وبالنزيف والحمى. ظهر الفيروس الخيطي الإيبولا عام 1976 في شمال زائير، حيث كانت هناك 318 حالة إصابة بمعدل إماتة 90 بالمائة، ثم أودت الإيبولا بحياة 150 فردا بين 250 حالة إصابة في السودان. وتواصل موجات تفش أصغر الظهور بشكل متكرر وبالأخص في شرق ووسط وجنوب أفريقيا. في عام 2002، حذرت المفوضية الأوروبية في بروكسل من أن الأعداد المتزايدة من السياح الوافدين من أفريقيا تجلب معها فيروس الإيبولا إلى أوروبا.
صفحه نامشخص