بازگشت مرگ سیاه: خطرناکترین قاتل تاریخ
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرها
يتضح أيما وضوح من الوصف الذي قدمه جابرييل دي موسي أن هذا الوباء الغامض الذي ضرب المنطقة المحيطة بالقرم لم يكن موجة تفش للطاعون الدبلي، فهل كان طاعونا نزفيا؟ إن أخذ المغالاة المعتادة والتقارير الوصفية بعين الاعتبار، على الرغم من ندرتها، يشير بقوة إلى أنه كان طاعونا نزفيا، ويربط دي موسي بوضوح بين الوباء وظهور الموت الأسود في شمال إيطاليا.
إذن هل جاء الموت الأسود من كافا مباشرة في أعقاب إنشاء شبكة الطرق التجارية القوية؟ إن وجه الاعتراض الأول هو طول الرحلة. قام جراهام تويج بدراسة خاصة لحركة الملاحة في هذا الوقت، وخلص إلى أن السفن ما كان بمقدورها أن تتمم الرحلة من القرم إلى جنوة عبر صقلية في أقل من أربع أو خمس أسابيع، وربما استغرقت ثلاثة أشهر. نرى أن هذه مدة طويلة للغاية حتى بالنسبة لمرض معد تستغرق فترة حضانته 32 يوما.
إنما يزيد احتمال أن الوباء في كافا عام 1346 قد انتشر عبر البحر الأسود ووصل إلى القسطنطينية بعدها بعام في ربيع عام 1347. وعندئذ تكون الرحلة أقصر فيستطيع أن يقفز إلى صقلية، جالبا الموت الأسود إلى مسينة بعدها بستة أشهر في أكتوبر عام 1347، مع أنه ربما يكون قد انتقل عبر اليونان. هذا السيناريو أكثر إقناعا فيما يتعلق بتوقيت الأحداث.
بالتالي نستطيع أن نحبك ترتيب الأحداث إبان وباء جنوبي غرب آسيا المريع. على ما يبدو بدأ هذا الوباء بالقرب من بحر قزوين في مدينة أستراخان وسراي عام 1345، أي قبل ظهور الموت الأسود بعامين. انتقل الوباء إلى تانا في ربيع 1346، وسرعان ما انتقل إلى كافا. كانت هاتان المدينتان تخضعان لحصار التتار الذين سرعان ما تساقطوا قتلى جراء الإصابة بالمرض الذي انتشر انتشار النار في الهشيم بين قواتهم. لقيت أعداد كبيرة حتفها لدرجة أن التتار فكوا الحصار في آخر المطاف، وفي الغالب عززت حركة اللاجئين والقوات انتشار الوباء في أنحاء المنطقة.
على مدار العام التالي، انتقل هذا المرض الفتاك عبر البحر الأسود إلى القسطنطينية في الربيع وإلى طرابزون في خريف عام 1347. في الوقت نفسه انتقل باتجاه الجنوب من أستراخان إلى تبريز في إيران الحالية، حيث وصل هناك في شتاء 1346-1647، ثم واصل مسيره من هناك حيث ظهر في بغداد على نهر دجلة في وقت غير محدد من عام 1347. من الواضح أن هذا المرض استطاع أن يقطع مسافات كبيرة على طول الطرق التجارية، ومرة أخرى أؤكد أنه قطعا لم يكن طاعونا دبليا.
لربما تمكن الموت الأسود من الوصول إلى مسينة عن طريق السفن التجارية القادمة من القسطنطينية، ربما عن طريق اليونان. إلا أن بعض الروايات تحدثت عن وجوده في ميناء الإسكندرية أيضا في سبتمبر عام 1347، أي قبل وصوله إلى صقلية بحوالي شهر.
لا زال لدينا أسئلة لا يمكن الإجابة عنها، فهل جاء الموت الأسود إلى صقلية من القسطنطينية أم من الإسكندرية؟ وهل موجة التفشي في الإسكندرية كان منشؤها القسطنطينية أيضا؟ يستحيل أن نبت في هذا الأمر، لكن الوباء في مصر لم يقف بلا حراك؛ فقد اتبع مساراته المعتادة عبر الطرق التجارية، ووصل عام 1348 إلى دمشق شمالا، وإلى مكة في شبه الجزيرة العربية جنوبا. كان الطاعون يغطي مساحات شاسعة في أوراسيا خلال فترة الثلاث السنوات من عام 1345 إلى 1348، وبحلول عام 1350 كان قد وصل إلى الدائرة القطبية الشمالية.
بعد عام 1348، يبدو أن المرض قد اندثر من جنوب غرب آسيا إلى الأبد؛ فقد تكسرت سلاسل انتقال العدوى - ربما أثناء الشتاء - وتوقفت الأوبئة ولم تظهر مرة أخرى. (10) ما بعد الموت الأسود
تشير الدلائل إلى أنه بعد الموت الأسود استمر الطاعون النزفي في بلاد الشام، بنسبة متغيرة ولكنها منخفضة بصفة عامة. في مصر وحدها كان يبلغ عن ظهور الطواعين كل خمس سنوات على مدار 150 عاما بعد الموت الأسود.
بالطبع بلغت كثير من موجات تفشي الطاعون النزفي إيطاليا عبر الموانئ، وكما رأينا كانت السلطات الصحية الحذرة للدويلات الشمالية تأخذ حذرها من المراكب الآتية من الشام، ومن الواضح أنهم أدركوا خطر طاعون نزفي قوي قادم من هذه المنطقة.
صفحه نامشخص